لم يقرب طبق “الفراكة”، وهو الطبق الرئيسي اليوم على مائدة الرئيس بري، المواقف المتباعدة من التسمية لرئاسة الحكومة لمن كانوا حول المائدة، هناك روايتان: الأولى تقول: ا لرئيس بري سمى الحريري، رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل وضع فيتو على إسم الحريري قائلا إنه يرضى بأي إسم غير الرئيس الحريري، وطرح أكثر من إسم للتكليف، من خارج الأسماء المتداولة. حزب الله لا يمانع في تسمية الحريري.
الرواية الثانية تقول إن الاجتماع بين بري وباسيل والخليلين استمر ساعتين ونصف الساعة تخلله غداء “فراكة” وتناول مهمات الحكومة ولم يتطرق الى اسم الرئيس.
الجامع المشترك بين الروايتين أن الملف الحكومي يحتاج إلى مزيد من التواصل.
الغائب الأكبر عن هذه المشاورات هو “العريس”، فالرئيس سعد الحريري تصر اوساطه على أنه مازال بعيدا عن النقاش في تكليفه التأليف، وأن الأطراف السياسية تعرف جيدا شروطه لتولي هذه المهمة…
لكن بعيدا من “المراجل” الداخلية، إذا صح التعبير، فإن الكلام الجدي سيبدأ الأسبوع المقبل وهو الأسبوع الأخير من آب، قبل عودة الرئيس ماكرون، بالتزامن مع مجييء الديبلوماسي الأميركي ديفيد شينكر. فهل الوضع اللبناني بكل ملفاته يحتمل كل هذا الوقت الضائع إلى حين عودة الرئيس ماكرون والديبلوماسي شينكر؟
يبدو ان المعنيين بعملية التشاور والاستشارات لم يستخلصوا العبر بعد، فهل يمكن ان يؤدي التجاذب الداخلي إلى ان يصل الخارج إلى وضع ينفض فيه يديه من الملف اللبناني؟
عندها الكارثة الكبرى خصوصا في ظل أوضاع على كافة المستويات تحتاج إلى معونة خارجية ولاسيما بعد دمار وتضرر نصف العاصمة من جراء انفجار المرفأ، كما ان إصابات كورونا مازالت سيفا مسلطا فوق رؤوس اللبنانيين خصوصا على رغم كل الإجراءات فإن العداد مازال مرتفعا، واليوم تم تسجيل 629 إصابة.