من المفترض ان تتضح صورة الازمة الديلوماسية اللبنانية السعودية اكثر فأكثر، بعد وصول الرئيس نجيب ميقاتي من اسكتلندا.
ولكن ما يمكن قوله عمليا، ان لا شيء جديدا يسجل .
فالسعودية على موقفها , وهي لا تريد التحدث في موضوع لبنان برمته .
استقالة الوزير جورج قرداحي بالنسبة لها مبدئية، ولكنها ليست الحل .
فالمشكلة هي حزب الله، ودوره المهيمن على السياسة اللبنانية .
الداخل اللبناني ايضا على موقفه، فلا استقالة مرتقبة لوزير الاعلام جورج قرداحي .
اما الشروط التي تفرضها المملكة على لبنان، فهي مستحيلة التنفيذ بحسب ما اكد وزير الخارجية عبد الله بو حبيب الذي اضاف قائلا: “اذا كانت السعودية تريد فقط رأس حزب الله، فنحن كلبنان لا نستطيع ان نعطيهم اياه، وكل ما يمكننا فعله اجراء حوار متبادل مع الرياض كسبيل وحيد لحل الخلاف”.
اما فرنسيا واميركيا، فوعود بالعمل على معالجة الازمة بالطرق الديبلوماسية، وتأكيد ثبتته واشنطن اليوم في لقاء وزير خارجيتها انطوني بلينكن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي:
فلا استقالة لميقاتي وتاليا لحكومته، انما تعهد بدعم عملها وحرص على توقيعها اتفاقا مع صندوق النقد الدولي وصولا الى اجراء هذه الحكومة الانتخابات النيابية المرتقبة.
بهذه الضمانات، سيعود ميقاتي غدا، ليبحث الوضع مع رئيس الجمهورية وفي يده سلاح عقد جلسة مجلس الوزراء .
حتى الساعة، الرئيس عون يريد عقد جلسة، والرئيس ميقاتي يفضل عدم الدعوة اليها، خوفا من ان تؤدي الى اشتباك داخلي يطيح بها .
اما فريق امل حزب الله، الذي علق اصلا عمل الحكومة اثر احداث الطيونة، فيفضل عدم انعقاد جلسة، لان الفشل بالخروج بنتيجة ملموسة منها، ستكون تداعياته اسوأ من الوضع الحالي .
بالنتيجة، تعادل الفريقان من حيث القدرة على فرملة عودة الحكومة الى العمل، فلا جلسات لمجلس الوزراء، ولا قرارات مصيرية، انما انتظار لتبلور صورة التدخل الغربي مع السعودية، ومراقبة لوضع الاقليم كله، من اليمن، الى المفاوضات السعودية الايرانية، والاميركية الايرانية، وشبه التقارب الاميركي السوري مع كل ما سيحمله ذلك من تداعيات اكيدة على الداخل اللبناني.