تنتهي بعد غد الأحد مهلة الستين يوما للهدنة ، ويفترض أن يكون الجيش الاسرائيلي قد إنسحب.
عمليا ما الذي حدث؟ إسرائيل تقول إنها لن تنسحب لأن هناك مراكز ومستودعات لحزب الله لم ينجز الإنتهاء منها، وأن هذا الأمر كان منوطا بالجيش اللبناني ولم يقم به. ترد السلطة اللبنانية أن الانسحاب الأسرائيلي يجب أن يتم اولا وبعدها ينتشر الجيش اللبناني، لأنه لا يمكن أن يلتقي الجيش اللبناني والجيش الاسرائيلي على أرض واحدة.
هكذا، بين التذرع الاسرائيلي والرد اللبناني، البلد أمام مشهد أن يوم الأحد لن يشهد إنسحابا إسرائيليا، فماذا سيكون عليه الوضع في هذه الحال؟ حزب الله، وعلى لسان أكثر من قيادي ومسؤول لديه، أعلن انه بعد اليوم الستين للهدنة، لكل حادث حديث، فإذا كان ” الحادث” أن إسرائيل واصلت تفجيراتها في القرى، فماذا سيكون عليه ” حديث” الحزب؟ هل سيرد؟ أين وكيف؟
وفي حال رد الحزب، هل ترد عليه إسرائيل ونكون أمام سقوط الهدنة؟ وفي حال سقوطها، هل تندلع الحرب مجددا؟ إنها أسئلة مشروعة تحتاج الى أجوبة صريحة وواضحة وشافية، وقد لا تأتي الأجوبة قبل بعد غد الأحد، إلا إذا نجحت المساعي الديبلوماسية، علما أن المتطلبات اللوجستية لا تتيح الإنسحاب في غضون ساعات لتنتهي الأحد.
ما هو موقف حزب الله؟ يعتبر الحزب أن عدم الإنسحاب يعتبر خرقا لاتفاق وقف النار، لكنه يلقي مسؤولية الرد على الدولة فيعتبر أن الاحتلال يستوجب التعاطي معه من قبل الدولة بكل الوسائل والأساليب التي كفلتها المواثيق الدولية.
في سياق ملف الجنوب وسلاح حزب الله ومحاولات تهريب سلاح للحزب من سوريا، معلوماتٌ من أكثر من مصدر تقاطعت عند أن حزب الله يحاول سحب أسلحة من جنوب الليطاني إلى شماله، كما يحاول تهريب أسلحة من سوريا إلى لبنان ، والجدير ذكره أن الأمن العام في الإدارة الجديدة في سوريا كان ضبط أسلحة كانت هناك محاولاتٌ لتهريبها إلى لبنان.
هذه المعطيات أصبحت في حوزة لجنة المراقبة ، وردة الفعل أن حزب الله لم يفهم الرسالة بعد من أن لا أسلحة لا جنوب الليطاني ولا شماله، وأن القفز فوق هذا الواقع سيعرض لبنان لمخاطر جمة.
في ملف تشكيل الحكومة ، ومن دون مطولات : راوح مكانك، أما الأسباب فمعروفة : مطالبة بحصص وتمسك بحقائب ، وهي معزوفة تتكرر منذ يوم إستشارات التأليف، وهي معزوفة سئمت منها الخماسية وتعتبرها لا تبشر بالخير ، وكأن الطبقة السياسية اللبنانية لم تفهم التغيرات الكبيرة التي حصلت في المنطقة.