قليلة هي دول العالم المصرة على اعطاء المسؤولين اللبنانيين فرصة تحقيق ولو انجاز فعلي، يؤكد عزمهم على تحويل النيات الى أفعال.
مشكلة هؤلاء المسؤولين، فقدان الثقة بهم، وهي ليست وليدة اليوم.
فهم، وعلى مدى عقود، نجحوا في تطوير وعودهم وتغيير كلماتهم، لكن افعالهم بقيت كما دائما، مفقودة.
في محادثاتهم في دول العالم,من السعودية الى الامارات، الى عدد من الدول العربية وصولا الى اوروبا,وفي تلك التي يجرونها في الداخل مع مسؤولين من اللجنة الخماسية، وعلى رأسها الولايات المتحدة والسعودية،
وعندما يسألون عن انجازاتهم، وهذا ما يحصل فعلا، يغرقون في الحديث عن الحاجة الى الوقت وعن الايديولوجيات المتجذرة، وعن النظام المهترئ، وعن الطائفية البشعة،وعن التركات الثقيلة.
عندما يسألون عن تطبيق القرار 1701 وحصرية السلاح، يقولون إن اسرائيل لم تنفذ ما عليها اولا، وعندما يسألون عن الاصلاح، يغدقون بالكلام المعسول…
هم نسوا انهم وعدوا هذه الدول القليلة المصرة على مساعدتنا، على النهوض بقدرتهم على التنفيذ ولم يفعلوا.
وهذه الدول لا تزال تنتظر ايفاءهم بوعودهم,لتبدأ مع لبنان طريق بناء الدولة.
يقال بلغة العم سام :it takes 2 to tango.
اي لنرقص التانغو، نحن بحاجة الى شخصين .
شخص تمثله هذه الدول، الجاهزة لمساعدتنا,وهي تنتظر ان نساعد انفسنا اولا، وانتظارها لن يدوم طويلا.
فاما نفعل، واما تتلاشى فرصتنا الذهبية، في منطقة تتجه نحو كسر كابوس فقرها وحروبها، الا اذا اصرينا نحن على بؤسنا.