فعلها لبنان، وذهب الى التفاوض المباشر مع اسرائيل، برئيس مدني لوفده هو السفير السابق سيمون كرم وذلك ضمن اطر الميكانيزم، وبوساطة واشنطن وحضور مورغان اورتاغوس، فاوض كرم المعروف باستقلاليته ومواقفه الثابتة، يوري رزنيك، مبعوث تل ابيب، المعروف بفهمه الوضع المعقد بين لبنان واسرائيل، والمحنك في الصياغات التفاوضية.
الطريق الى جلسة الميكانيزم لم يكن سهلا، ومعركة الوصول اليه خيضت ديبلوماسيا وعسكريا.
ديبلوماسيا، لم يتردد رئيس الجمهورية جوزاف عون في اعلان موافقة لبنان على التفاوض ثلاث مرات متتالية، بعدما مهد الارض على محاور ثلاثة:
-المحور الأول، المباحثات الدقيقة التي اجراها مع الرئيس نبيه بري، ومن خلفه طبعا حزب الله، عندما شدد على ان حتمية المنطق وخلاص لبنان بكل مكوناته لن يأتيا الا عبر التفاوض وضمن الميكانيزم وحده، فوافق بري على اطر الميكانيزم، وعلى حصر التفاوض بالمهام التقنية، اي الانسحاب الاسرائيلي، ووقف الاعتداءات وقضية الاسرى وصمت حزب الله.
– المحور الثاني، الاعداد لزيارة البابا لاوون الرابع عشر للبنان، وهي تعدت جمالية الصورة، الى صلابة الموقف الذي اعلنه الحبر الاعظم عندما تحدث عن لبنان الرسالة بمسيحييه ومسلميه، وعن نشر هذه الرسالة في المشرق والعالم، مع التشديد على ان الحروب لا تجلب الا الموت، في حين ان التفاوض والوسطات تجلب الحياة والازدهار، فأمن للرئيس الارضية التي يحتاجها، من لبنان الى الولايات المتحدة.
المحور الثالث، هو محور الجيش الذي أسند الرئيس، عندما وضع قائده العماد رودولف هيكل خطة حصر السلاح، وبدأ تنفيذها في جنوب الليطاني، إذ وعلى الرغم الادعاءات الاسرائيلية عرض وقائعها مرارا امام جلسة الميكانيزم، وهي تنتهي في مرحلتها الاولى نهاية الشهر الحالي.
اليوم، دخل لبنان مرحلة جديدة، قد تستغرق شهورا او سنوات، وهو حقق انجازين حتى الان:
اعطى الاميركيين السلاح الذين يحتاجونه لتجميد بنيامين نتنياهو وتهديداته بالحروب المدمرة، اعتبارا من نهاية هذا الشهر،ومهد الطريق للبحث في المرحلة التالية من خطة الجيش لحصر سلاح حزب الله، خارج جنوب الليطاني، وهذا هو ما ستضغط في اتجاهه واشنطن، منطقيا.