يوم حزن وقهر وغضب في ذكرى تفجير المرفأ. أهالي الضحايا في حزن وقهر، الشعب في غضب. بين 4 آب 2020 و4 آب 2023، مازال الجميع يفتشون عن الحقيقة الضائعة تحت ركام الإهراءات ودمار المرفأ. لم يبق كلام لم يقل. لم يبق موقف لم يتخذ، ولكن ما الفائدة؟ على هذه الوتيرة، سيمضي أكثر من 4 آب، ولا حقيقة ستظهر، وإن ظهرت فلا عدالة ستتحقق.
غدا 5 آب، حزن وغضب وقهر اليوم، سيذهب مع اليوم، وغدا يوم آخر، ولكن هل يحق لنا السؤال: اين أصبح التحقيق؟ هل أنجز المحقق العدلي القاضي طارق البيطار القرار الظني؟ هل سينشره؟ جريمة المرفأ فيها ضحايا وجرحى ودمار هائل و” خراب بيوت” وليس فيها موقوف واحد. إنه هذا اللبنان الذي لا يريده هذا الجيل. هذا اللبنان الذي تغتصب الطفلة لين طالب إبنة الستة أعوام، على يد جدها وخالها. هذا اللبنان الذي ترقد فيه ابنة السبعة أعوام نايا حنا، في غيبوبة بعدما استقرت في رأسها رصاصة طائشة من مجرم أراد اطلاق النار لمناسبة النجاح في الشهادة الرسمية، ومازال المجرم طليقا. هذا اللبنان الفوضى والزعرنة والتشبيح ، ليكون هناك إجماع على رفضه وبناء دولة في هذا الوطن بديلا من “دولة اللادولة”.
قبل التغطية الشاملة لذكرى جريمة العصر، لا بد من المرور على بعض الملفات التي بدأت تشكل معضلة في الكباش بين الحكومة والحاكمية: الحكومة تريد أموالا لدفع الرواتب ولسائر الإنفاق، نائب الحاكم لا يصرف إلا وفق قوانين، القوانين غير متوافرة! إذا نحن في دوامة لا ينفع معها تدوير الزوايا هذه المرة لأن الجميع باتوا محشورين في الزاوية.