رسالة واضحة: كما كنا حماة السيادة نحن حماة الوفاق الوطني، ولولا الدم القاني ما كان دخان ابيض يتصاعد من الجلسات النيابية لانتخاب الرئيس الرابع عشر للبنان.
هكذا أوضح رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد بكل صدق واتقان صوت الثنائي الوطني المرجح، الذي مكن مجلس النواب في جلسة ثانية لانتخاب العماد جوزيف عون رئيسا للجمهورية اللبنانية بتسعة وتسعين صوتا، على ان يكون صوت الرئيس الجديد وطنيا جامعا في مرحلة تاريخية مليئة بالتحديات من عمر الوطن والمنطقة.
وبصوت الجنوب الذي يحتاج كل شيء كما قال، كان الترحيب والتهنئة من رئيس مجلس النواب نبيه بري للرئيس القادم على متن ما امكن من اتفاق وطني، حد من خلاله اهل السيادة الحقيقيون من صلافة التدخل الخارجي والتعالي على ممثلين من الامة طالما تماهوا مع كل رياح تلفحهم، واستجابوا لكل صوت يرعدهم.
فما كان الرئيس قبل مشاورات بلغة وطنية محلية الصنع والهم والهدف، بين الثنائي حركة امل – حزب الله وقائد الجيش جوزاف عون، حتى انتقل من اليرزة الى بعبدا رئيسا.
في خطاب القسم كانت تعهدات كثيرة لحل تحديات كبيرة في ايام صعبة من عمر لبنان، من حماية الحدود الى اعادة اعمار ما هدمه العدوان، واسترجاع ما سلب من حقوق للمودعين واستنقاذ لاقتصاد مأزوم، فاستراتيجية وطنية للدفاع عن الوطن من عدو ما ترك اراضي الجنوب من اعتداءاته اثناء خطاب القسم، ولا من نيران فتنته داخل الساحة اللبنانية بادعاء تهنئة من وزير خارجيته لرئيس الجمهورية اللبنانية. وهي من التحديات الجلية امام الرئيس عون الذي خبر مكر العدو وعدوانيته يوم كان ببزته العسكرية، فكيف به وهو رئيس للجمهورية؟
هو يوم جديد قلب صفحة وانهى فراغا دام سنتين ونيفا من عمر الوطن، لكنه لن ينهي التحديات بصندوقة انتخاب، فالعمل كثير وكثير والفرصة امام الجميع لاقران الاقوال بالأفعال، والعهدة على القادم من الايام.