لا يبنى الوطن وبيوت ابنائه تهدم على عينه، ولا تسير عجلة الدولة وابناؤها يغتالون في سياراتهم على طرقاتها بمزاعم صهيونية وتهليلات داخلية، الا اذا كانت طرائق البعض لفهم السيادة الوطنية والدفاع عنها تختلف عن مفاهيم الاوطان الحقيقية التي ترى بعين الحرص جميع ابنائها المتساوين بقداسة الدم والحقوق والواجبات.
والواجب ان لا يمر هدم بيوت اللبنانيين عبر تسلل قوات صهيونية الى قرى الحافة الامامية كما في ميس اليوم – مرور الكرام، ولا ان تكون مهام الدولة تعداد شهدائها ضمن حصيلة الاغتيالات كما حصل امس في خلدة البوابة الجنوبية للعاصمة بيروت.
اما بعض الاصوات الحكومية الميؤوس منها، الراسمة لاستراتيجيات الدفاع عن لبنان على مقياس وزير الخارجية يوسف رجي بالبكاء للاميركي واستجدائه لاقناع الاسرائيلي بوقف عدوانه – كما قال الوزير الجهبذ، فانها خير انيس للصهيوني الذي يراهن على تكريس هذه المفاهيم الانبطاحية امام مشاريعه التمددية في لبنان والمنطقة.
وعليه فان المفاهيم الوطنية ومنطق السيادة الحقيقية يفترض وفقها معالجة مختلف الاستحقاقات بعناية وثبات، ليكتب الرد على ورقة توم براك الاسرائيلية – الاميركية بدماء الشهداء اللبنانيين لا بدموع يوسف رجي وأمثاله.
وباسم شهيد أمل في يومه أكدت الحركة عبر هيئة الرئاسة ثوابت الثنائي الوطني، ورفضها أي محاولة لربط ملف إعادة الإعمار بأي التزامات سياسية تتعارض مع الثوابت الوطنية، محذرة من جهة اخرى من استسهال بعض الذين تديرهم غرف سوداء التمادي باستفزازاته ومحاولات التشويه والتشكيك بانتماء وأصالة مكون أساسي من مكونات لبنان الوطنية والروحية.
في غزة المذبوحة والمتروكة من امتها تنزف على كتف اتفاق مجهول لوقف اطلاق النار، لم تتوقف مقاومتها على قارعة الانتظار، بل كثر اليوم الاعلان الصهيوني عن حوادث صعبة في أكثر من منطقة من القطاع، مع اعترافات الاعلام الصهيوني بثلاثة جنود قتلى وعدد من الجرحى، فيما واصل الجيش المجرم حرب الابادة مرتكبا المزيد من المجازر بحق المدنيين الفلسطينيين المحاصرين والمجوعين بقرار أممي.