IMLebanon

مقدّمة نشرة أخبار الـ”MTV” المسائية ليوم الأربعاء 25/05/2022

بعد خمس وأربعين دقيقة من الآن يطل السيد حسن نصر الله، ليتحدث في ذكرى التحرير. فمنذ اثنين وعشرين عاما تماما، تحرر الجنوب  من الجيش الاسرائيلي ما أطلق دينامية جديدة في الداخل اللبناني، كان من نتائجها المباشرة إخراج  الجيش السوري من لبنان في العام 2005.

ما تحقق في التاريخين غير سهل، ويشكل انجازا للبنان واللبنانيين. لكن  حزب الله الذي اكتسب هالة استثنائية في العام  2000 وكرسها في العام 2006، لم يعرف كيف يحافظ على ما انجزه، ولم يحسن تثمير ما انجز. إذ سرعان ما دخل في صراعات جانبية هامشية أكلت من رصيده واستهلكت معظم ما حققه. أكثر من ذلك،  حزب الله تحول عبئا على لبنان، فهو لم يقبل البحث في سلاحه، بل انتقل من استعماله ضد إسرائيل الى استعمالِه ضد اللبنانيين حينا، واحيانا ضد السوريين والعراقيين وحتى اليمنيين.

هكذا دخل لبنان في دوامة أخرى، وانتقل من زمن الوصاية السورية الى زمن الهيمنة الإيرانية على القرار. وقد أدى ذلك الى إفقار اللبنانيين وجعل دولتهم من أشد الدول تخلفا في العالم. من هنا فإن الاحتفال بالانتصارات العسكرية جيد، لكنه لا يكفي، خصوصا متى ما كان الوطن في حالة يرثى لها. فمتى  ننتقل من الاحتفال بالتحرير الى الاحتفال بالتحرر؟

ولأن الدولة في شبه غيبوبة، ولأن تحرير الأرض لم يؤد الى تحرير القرار،  فإن الاوضاع في لبنان تسير من سيء الى اسوأ. ماليا، الدولار تخطى عتبة ال 34 الف ليرة  ما سينعكس سلبا على الحياة اليومية. فاللبنانيون على موعد غدا مع ارتفاع جديد في أسعارالمحروقات، وذلك نتيجة ارتفاع سعر العملة الخضراء، إن في السوق السوداء او على منصة صيرفة.

في الاثناء، الازمة السياسية المتمثلة بتجميد دعوة مجلس النواب الى الانعقاد  تراوح مكانها. فالاتصالات الجارية لم تؤد حتى الان الى ايجاد حل يؤمن للرئيس نبيه بري رقما جيدا لإعادة انتخابه. كما ما زال امكان إعادة انتخابه  يفتقد الميثاقية المسيحية . والاكثرية والميثاقية لا يحققهما له إلا التيار الوطني الحر، بعدما أعلنت القوات اللبنانية موقفها الرافض إعادة انتخابه.

والمعلومات تشير الى أن رئيس التيار يرفع من سقف شروطه، بحيث تشمل الحكومة رئيسا وأعضاء، إضافة طبعا الى رئاسة الجمهورية. فهل ال DEAL  المتكامل الذي يريده باسيل ممكن وسيرضى به الثنائي الشيعي؟ أم أن مرحلة الانتظار ستطول، ومعها آلام  السقوط و الانهيار؟