IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”mtv” المسائية ليوم السبت في 25/6/2022

لبنان يغرق بين امطار حزيران وبين تصعيد حزب الله . “شتوة” حزيران لم تكن كلها خيرا، فموجة البرق والرعد والامطار الغزيرة نقلت البلد في بضع ساعات ، الى طقس كانوني أدى الى تلف المزروعات في مناطق ، والى نشوب حرائق من جراء الصواعق في مناطق اخرى. في المقابل ، عاد حزب الله الى نغمته المعهودة في الهجوم على المملكة العربية السعودية وعلى سفيرها . عضو المجلس المركزي لحزب الله الشيخ نبيل قاووق ، وصف السفير السعودي في لبنان بسفير الفتنة ، معتبرا انه يعمل على التحريض والفتنة بين اللبنانيين  وان السكوت على تدخلاته في الشؤون اللبنانية معيب. التصعيد المفاجىء لحزب الله اثار اكثر من سؤال عن اسبابه وتوقيته واستهدافاته. فهل المقصود من التصعيد خلق وضع متوتر يمنع رئيس الحكومة المكلف من انجاز مهمته على صعيد تأليف الحكومة؟ ام ان القصد ابعد من ذلك ، ويستهدف الاستحقاق الرئاسي؟ فبعد شهرين وستة ايام تبدأ المهلة الدستورية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، وبالتالي فإن البلاد دخلت مدار الانتخابات الرئاسية. فهل قصد حزب الله من التصعيد التمهيد لفراغ رئاسي؟ الامر ممكن،  خصوصا ان العوامل المحلية والاقليمية والدولية ليست كما كانت في خريف 2016، ما ادى يومها الى وصول حليف حزب الله العماد ميشال عون الى قصر بعبدا.

وقد يكون موقف قاووق ناجما عن انزعاج الحزب ، وخلفه ايران ، من الحراك السعودي في المنطقة، والذي تجلى في الزيارات اللافتة التي قام بها ولي العهد السعودي الى مصر والاردن وتركيا. وهي زيارات اشرت الى وجود توجه استراتيجي يقضي باعادة الحلف العربي – التركي ، في مواجهة التمدد الايراني. وستتوج الزيارات بقمة مجلس التعاون الخليجي ، التي سيحضرها الرئيس المصري والعاهل الاردني وسيشارك فيها الرئيس الاميركي جو بايدن شخصيا.

كل هذه المؤشرات تزعج ايران وتثير قلقها ، وقد يكون ما قاله قاووق اليوم تعبيرا اوليا عن هذا الانزعاج.

في اي حال ، الفترة الفاصلة من الان حتى انتخاب رئيس جديد للجمهورية  تبدو زاخرة بالتطورات ، خصوصا انها تتزامن مع تحولات اقليمية عميقة بدأت معالمها بالظهور . تزامنا، لا جديد على الصعيد الحكومي . فمشاورات فوق الطاولة غابت في انتظار استشارات الاثنين والثلثاء غير الملزمة. والمعلومات تشير الى ان الرئيس ميقاتي سيستعجل بعد الاستشارات تقديم تشكيلة حكومية الى الرئيس ميشال عون ، يرجح ان يرفضها الاخير لانها لن تستجيب لمطالبه ومطالب رئيس  التيار الوطني الحر جبران باسيل. وهذا يعني ان ميقاتي سيبقى رئيسا مكلفا ورئيس حكومة تصريف الاعمال  حتى اشعار آخر، وحتى نشوء وضع آخر.