IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ“mtv” المسائية ليوم الجمعة 16/11/2018

هل من الضروري ان يتبهدل الناس الى هذا الحد قبل ان يتخذ قرار بتعديل تواريخ اقفال الطرق لمناسبة عيد الاستقلال؟ وهل من الضروري ان يتحول المواطنون كل عام فئران اختبار فيسجنون ويعتقلون في سياراتهم لساعات ويتأخرون عن أعمالهم لساعات ويهانون لساعات وساعات، كل ذلك من أجل استقلال ينتهك كل يوم وكل ساعة؟ حقا نحن في دولة اللامعقول، فبدلا من أن يكون الاستقلال منطلقا ليجدد اللبنانيون ثقتهم بجمهوريتهم اذا به يتحول كل عام مناسبة ليكفروا بدولتهم وبالقائمين عليها والمسؤولين عنها وليدركوا من جديد انهم يعيشون في غابة غير منظمة بل ليتأكدوا ان المسؤولين في هذه الغابة هم أعجز من ان ينظموا عرضا عسكريا الا اذا قهروهم وحملوهم عن الكفر بكل شيء وجعلوهم يتساءلون هل هذا عيد للاستقلال والكرامة أم عيد للاذلال ولانتهاك ما تبقى فينا من كرامة؟

والمشكلة اليوم لم تقتصر على الاستعداد للعرض العسكري، فالدولة القوية لا تتحمل حتى شتوة قوية، لذا ما ان تساقطت الامطار في العاصمة والضواحي حتى ظهرت الكوارث في كل مكان وعلى معظم الطرقات، لكن الكارثة الكبرى تجلت في الرملة البيضاء حيث غرق الناس بسبب فيضان مجرور ما جعل الرملة البيضاء تتحول إلى الرملة السوداء وما جعلنا نتأكد مرة جديدة اننا نعيش في جمهورية لا تغرق في شبر ماء فقط بل في شبر مجرور، فلو حصل في دول العالم المتحضر ما حصل في لبنان اليوم لكانت سقطت رؤوس واقيل وزراء وحوسبت قيادات، لكن وبما اننا نعيش في غابة فإن علينا الاكتفاء بالاعتذار. على أي حال لمن نرفع الشكوى، فالحكم شبه غائب والحكومة عندها عذرها، اذ هي تصرف الاعمال لا أكثر ولا أقل، والحكومة الجديدة المنتظرة لا تزال حلما بعيدا في ظل التصارع بل التكالب على الحصص والحقائب والوزارات، ففي ظل مثل هذا الواقع هل يحق لنا ان نحتفل بعيد الاستقلال؟