IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ “mtv” المسائية ليوم الأحد في 25/09/2022

الموازنة غداً، والحكومة في منتصف الأسبوع أو نهاياتِه. هكذا أوحت الأجواءُ السياسيّةُ قبلَ ظهرِ اليوم. لكنَّ الصورةَ تبدّلت بعد الظهر على صعيد تشكيلِ الحكومة. في الموازنة أولا، الجميع على اقتناع أنها ستُقر. فقد شهدتِ الأيامُ الفائتةُ اتصالاتٍ مكثفة لتأمين النصابِ لجلسة الغد، بحيث لا يتمكن النوابُ المعارضون من تطيير الجلسةِ مرّةً ثانية. ووَفق التقديرات فإنّ الجلسة ستنعقد بعدما حصل استنفارٌ للكتل المؤيّدةِ للموازنة، مع أن معظم النواب حتى الموالين منهم، غيرُ متحمّسين لها ولأرقامها الوهمية. ولهذا السبب فإن وزارة المال عدّلت في الارقام وفي احتساب النفقاتِ والواردات، انطلاقاً من تحديد سعرِ الدولار الجمركي بـ 15 الف ليرة. لكنَّ المشكلةَ ليست في الأرقام فقط، بل في خلو الموازنةِ من رؤية إصلاحيةٍ حقيقية، بحيث بدت لكثيرين وكأنها موازنةُ الحدِّ الأدنى الممكن، وحتى موازنةُ الضرورة. فما هذه الحكومةُ التي جاءت باسم الإنقاذِ ولا تفعل شيئا لتحقيق شعارِها ؟ وهل بموازنة أقلّ من عادية يمكن مواجهةُ الحالةِ الإقتصادية – الإجتماعية الصعبة التي يمر فيها لبنان على كلِّ الصعدِ والمستويات؟ وهل بأداء أقلّ من عادي من وزارة المال، يمكن استيعابُ يأسِ اللبنانيين وهربِهم من واقعهم المرير، عبر قواربِ الرعبِ والموت؟

في الشأن الحكومي الامر اكثر تعقيدا. اذ ان البعض بدأ يشكك بتشكيل الحكومة في الاسبوع الطالع. وحجة هؤلاء ان النيات الحسنة شيء، والبحث في التفاصيل شيء آخر. وفي التفاصيل ان كلا من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف ، يملك شروطا معينة للسير بعملية التشكيل الى النهاية . وهذه الشروط ، وان كانت لن تمنع تشكيل الحكومة، لكنها قد تؤخر ولادتها الى منتتصف شهر تشرين الاول على الاكثر. فاي السيناريوهين سيتحقق في النتيجة : اي هل تشكل الحكومة في الاسبوع الطالع ، ام يرحل التشكيل الى منتصف الشهر المقبل؟ وحتى تبلور الجواب، الامور الاقتصادية تبقى الشغل الشاغل. فالدولار على ارتفاعه ، وهو يلامس الـ 38 الف ليرة . علما بان المصارف قررت فتح ابوابها بدءا من الغد ، وذلك عبر قنوات حددها كل مصرف لعمليات زبائنه، ما سيسمح بتأمين رواتب القطاع العام ورواتب القطاع الخاص. في الترسيم ، هوكستين لم يقدم بعد الجواب النهائي للبنان، لكن الاجواء الاسرائيلية تشير الى تفاؤل بقرب التوصل الى اتفاق. وفي هذا الاطار نقلت القناة الاسرائيلية الثالثة عشرة عن رئيس الوزراء الاسرائيلي يائير لابيد توقعه التوصل الى اتفاق الترسيم مع لبنان قريبا ، وربما خلال الاسبوعين المقبلين. فهل التوقعات الاسرائيلية صادقة، ام انها من الخدع الاسرائيلية المعتادة وذلك لتصوير اسرائيل بانها تسهل الامور، فيما لبنان يعقدها؟