IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”mtv” المسائية ليوم الثلثاء في 27/9/2022

مرة جديدة يفاجىء الرئيس نبيه بري الجميع. ففيما كان معظم النواب والسياسيين منشغلين بنتائج الموازنة وبإمكان تشكيل الحكومة، إذا برئيس مجلس النواب يدعو إلى جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية. للوهلة الأولى، يعتقد أن قصد بري هو إحراج قوى المعارضة ، التي لم تبلور بعد موقفها النهائي من الإستحقاق الرئاسي، ولم تتفق بعد على هوية الرئيس المقبل. لكن بري يدرك تماما أيضا أن قوى الموالاة، وهو جزء منها، لم تتفق أيضا على اسم شخصية تخوض بها الإنتخابات الرئاسية. إذا لمن يوجه بري رسالته؟ إنها رسالة بأبعاد وأهداف كثيرة، بل هي رسائل في رسالة. الرسالة الأولى هي للمجتمع الدولي كي يثبت له بري أنه لا يريد الشغور الرئاسي ولا الفراغ، بل يسعى جهده لإجراء الإستحقاق. أما الرسالة الثانية فللقوى السياسية اللبنانية، إذ رمى الكرة في ملعبها بعدما كانت في ملعبه. والرسالة الثالثة والأهم هي لجبران باسيل وفريق العهد، كي يقول لهما إنه لن يكون شريكهما في أي تعطيل أو تأجيل للإستحقاق الرئاسي، وكي يقول لهما إن تشكيل الحكومة ضرورة حتمية، حتى لا يقع الفراغ الرئاسي في ظل خلاف على من يتولى صلاحيات رئاسة الجمهورية.

يؤكد التحليل الاخير ان تشكيل الحكومة سقط مرحليا على الاقل، وان انجاز عملية التأليف لن يحصل حكما هذا الاسبوع. السبب، ان جبران باسيل عاد الى لعبة الشروط التي يتقنها جيدا. وفي المعلومات ان باسيل طالب بسلة تعيينات تجريها الحكومة الجديدة تتيح له ولتياره احكام القبض على مفاصل الادارة والقضاء والجيش قبل مغادرة الرئيس ميشال عون قصر بعبدا. كما طالب باحلال النائب السابق امل ابو زيد مكان الوزير عبد الله بو حبيب ، والنائب السابق ادي معلوف مكان الوزير جورج كلاس، كما طالب بأن يسمي التيار نائبا لرئيس الحكومة مكان سعادة الشامي ووزيرا مكان وزير المهجرين عصام شرف الدين. طبعا الشروط الصعبة ، بل المستحيلة، رفضها الرئيس نجيب ميقاتي ، ما اعاد عملية تأليف الحكومة الى المربع الاول ، اي الى مربع المراوحة القاتلة. ففي النتيجة ايها اللبنانيون، لا رئيس للجمهورية سينتخب الخميس، ولا حكومة ستشكل هذا الاسبوع . فشكرا لصهر العهد القوي والمعطل القوي : جبران باسيل!