IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”MTV” المسائية ليوم الأحد في 29/1/2023

لماذا يُصرّ النائب جبران باسيل على إلقاء خُطبه وتوجيه كلماتِه إلى اللبنانيّين يوم الأحد؟ ألا يدرك أنَّ الناس تعبوا، وأنه يحقُّ لهم أن يرتاحوا من النظريّات السياسيّة في عطلة نهايةِ الأسبوع على الأقل؟ لكن ما حصل قد حصل، ورئيسُ التيارِ الوطنيِّ الحرّ أتحفنا اليومَ بكلمة مليئة كالعادة بالمغالطات وزاخرة بالمواقف المتناقضةِ التي لا “تركب على قوس قدح” كما يقول مثلُنا العامي. المغالطة الأولى والفاقعة تتجلّى في كلامه عن المنظومة وكأنه منها براء، أو كأن لا علاقة له بها لا من قريب ولا من بعيد. لقد تحدث عن فضائح الطبقةِ الحاكمة كأنه لم يأت إلى الحكم يوماً، أو كأنّه لم يتنعّم بمنافع الحكم، منذ خمسة عشر عاماً على الأقل! فهل نسي باسيل أنه والتيار الوطني موجودان في مجلس النواب منذ عام 2005، وموجودان في مجلس الوزراء منذ عام 2008، وموجودان في رئاسة الجمهورية منذ عام 2016 وحتى نهاياتِ عام 2022؟ فكيف والحالُ هذه لا يعتبر نفسَه مع تياره من المنظومة الحاكمة؟ وكيف يتجاهل مآثرَه في الحكم وأبرزُها أنه وعد اللبنانيين بالطاقة فأصبحنا نشتاق إلى ساعة كهرباء ؟! ووعد الناسَ بالمياه المتدفقة من السدود، فإذا بالمياه تصبح عملةً نادرة بفضل سدودٍ جافة حتى في عزِّ الشتاء؟!

ولم يكتف باسيل بانتقاد المنظومة بل اطلق سهامَه ضد كل مرشح محتمل لرئاسة الجمهورية. لذا هاجم قائد الجيش العماد جوزف عون معتبرا أنه يخالف قوانين الدفاع والمحاسبة العمومية و”يتسلبط “على صلاحيات وزارة الدفاع، ويتصرف على هواه بالملايين الموجودة في صندوق للأموال الخاصة وبممتلكات الجيش.

ورغم الدوافع الرئاسية المعروفة والاسباب السلطوية المعلومة لباسيل، فان الاتهام خطر، غير مسبوق. إذ كيف يسمح رئيس تيار سياسي ان يطلق الاتهامات جزافاً، بهذه الطريقة الفجة ، القاسية؟ ومن نصبّه مدعيا عاما في الجمهورية، وقاضيا على الناس؟ علما ان اداءَه في الوزارات التي تسلمها تثبت انه لم يكن فوق الشبهات! ثم إن وزير الدفاع أوضح من أمام الصرح البطريركي في بكركي ألا مشكلة بينه وبين قائد الجيش ، فلماذا يريد باسيل افتعال مشكل مجاني بين الرجلين؟

في أي حال الحيلة الجبرانية لن تنطلي على احد، خصوصا أنها تنطلق من حلم عميق في الوصول الى رئاسة الجمهورية لا اكثر ولا اقل! وهو ما عبّر عنه عندما قال انه قد يُضطر الى اعلان ترشحه للرئاسة.

فلم يهدد باسيل بين فترة واخرى بانه سيترشح؟ ولم لا ينفذ تهديده؟ فيكتشف عندها ان لا احد مستعد لانتخابه، بعد ممارساته في الحكم كصهر للعهد طوال ست سنوات؟؟

في اي حال قد يكون الشعار الذي رفعه باسيل خلفه، وهو يلقي كلمته اليوم، خير معبر عن حالته. فهو رفع شعار “لوحدنا” ، وهو حقيقةً اضحى لوحده، ليس لانه ضد المنظومة كما يدعي، فهو احد ابرز اركانها. بل لأن المنظومة تعبت منه ومن طلباته ومن شهوته القاتلة الى السلطة.. ومهما كان الثمن!َ