مسخرة . انها الكلمة الوحيدة التي تختصر ما حصل في مجلس النواب اليوم . فالمواقف النارية دوت في القاعة العامة لأكثر من ثلاث ساعات ونصف الساعة ، لتنتهي الجلسة بفوضى عارمة لا مثيل لها .
اذ بدلا من قراءة توصية واحدة ، قرئت توصيتان . وبدلا من التصديق على توصية واحدة صدقت توصيتان . ورغم التوصيتين فإن أمرا واحدا لن يتغير . فمعظم ما ورد فيهما معروف نظريا ومكرس على الورق ، لكن المشكلة ..
في التطبيق . اذ كيف لتوصيتين غير ملزمتين ان تلزما سوريا والعالم بتغيير موقفيهما من النزوح السوري ؟ وكيف لحكومة منقسمة على نفسها حتى في تصريف الاعمال ، ان تنهي ازمة عمرها ثلاث عشرة سنة؟ واخيرا لا آخرا : اين أصبحت هبة المليار يورو؟ هل صدق عليها ام لا؟
في النتيجة ، اليوم التلفزيوني لم يحقق شيئا سوى تسلية الجمهور بمناقرات النواب ومشاحناتهم ومعاركهم الصغيرة ، كما تسلى الجمهور بالطريقة الغريبة العجيبة التي يدير بها نبيه بري مجلس النواب .
فيا ايها اللبنانيون ، هل تصدقون حقا ان مجلسا نيابيا عاجزا عن انتخاب رئيس للجمهورية قادر ان يعيد مليوني نازح سوري الى بلادهم؟ بالتالي ، هل عرفتم الآن لماذا وصفنا ما شاهدناه بالمسخرة؟.