في فرنسا إنتخاباتٌ تاريخية بكلّ معنى الكلمة. تاريخيةٌ أولا بنسبة المشاركةِ فيها. إذ مع إقفال مراكزِ الإقتراع بعد ساعةٍ من الآن قد تكون نسبةُ المقترعين الأعلى منذ ثلاثةٍ وأربعين عاماً تقريباً. وتاريخيةٌ ثانياً، لأنها تدورُ حول خياراتٍ كبرى، ولأنّ اليمينَ المتطرّف يمكنه أن يصل إلى الحكم بعد عقودٍ طويلة. وتاريخيةٌ ثالثاً لأنّ أحزاب الوسطِ واليسارِ إتحدت في عملية قيصريةٍ وذلك لمنع اليمينِ المتطرّف بزعامة مارين لوبان من رِبح الجولةِ الثانية من الإنتخاباتِ التشريعيّة. فهل ينجح التحالفُ الهجين في ذلك؟ سؤالٌ تنتظر فرنسا وأوروبا والعالم الإجابةَ عنه بعد ساعةٍ وخمسَ عشرة دقيقة من الآن. علماً أنّ فوز اليمين المتطرّف يعني أنّ فرنسا وأوروبا ستتغيّران، ما يعني أنّ العالم بأسره يمكن أن يتغيّر.
في هذه الأثناء جبهةُ الجنوبِ مشتعلة وحربُ الحرائقِ مستمرّة، والإستهدافاتُ متواصلة. أما بالنسبة إلى الوضع في غزة، فإنَّ مسؤولين إسرائيليّين سابقين في الجيش والشاباك بدأوا يشكّكون في نيات نتانياهو في التوصل إلى إبرام صفقةٍ مع حماس، معبّرين عن مخاوفهم من قيام الأخير بخطوات لتفجيرِ الصفقة، وذلك بعد إلقائِه خِطابَه المنتظر في أميركا أمام مجلسَي الشيوخ والنواب في الخامس والعشرين من الجاري. البداية من آخر مَجريات اليوم الإنتخابي الطويل في فرنسا.