IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ “mtv” المسائية ليوم الأربعاء في 16/01/2019

طبيعي أن يكون لقاء بكركي أشبه بتلاقي الجبال من فرط ما يتوزع الموارنة أحزابا وميولا، وكان خوف العقال كبيرا من أن ينزلق اللقاء الى قوقعة الطائفة أو ينجح بعضهم في خطفه لينطق كلاما فئويا ضيقا يعزز الاصطفاف المشؤوم الذي يعطل الدولة.

لكن البطريرك والاكثرية الكاسحة من الحضور قاوموا هذا السحل وقابلوه بالتمسك بالأسهل والأسلم أي الدستور بما هو حامي ديمومة الدولة والمؤسسات وتمسكوا بالأسهل والأعقل لتثبيت وجود المسيحيين وتعزيز دورهم فاستلهموا الخطاب التاريخي لبكركي واستعادوا سطورا مضيئة من المجمع الماروني الأخير الذي قال بانفتاح المسيحيين على الآخر وبريادتهم في تعزيز التنوع وحمايته، فالرئيس القوي بحسب روحية البيان الختامي يستمد قوته من الدستور، وما يعطيه اياه من صلاحيات، فلا يحتاج الأعراف التي هي بمثابة بحث عن هوية جديدة للبنان العبور اليها يمر حتما بحرب خبرنا ويلاتها.

الشق الثاني من بيان التشاوري الماروني تضمن رسائل واضحة الى من يعنيهم الأمر بأن لا بندقية تعلو بندقية الجيش ولا شريك للدولة السيدة في رسم سياستها الخارجية وعامودها الفقري العلاقات الأخوية الصادقة مع المحيط العربي وليس أي محيط آخر.

أما في شأن تأليف الحكومة فكان الكلام واضحا فمن يشكلها هو الرئيس المكلف بالتعاون مع رئيس الجمهورية ولا ثالث لهما، البيان وكلمة البطريرك تلقيا ثناء سريعا من عين التينة، كما أثارا ارتياحا لبنانيا عاما وأشعرا القلقين بأن صدمة إيجابية حصلت ردعت اللاعبين المنفردين والمستفردين ومنعتهم من الاستئثار بالقرار الماروني تحت أي عذر أو مسمى، وأكدت للمشككين بأن لا شيء ولا أحد يمنعان بكركي من الحكي صح.

لقاء بكركي حصل في حمى مريم سيدة الصرح البطريركي فيما لبنان كله في عين العاصفة ميريام التي نشرت صقيعها وأمطارها وسيولها من فقش الموج الى رأس الجرد ورحابة السهل.