عيد الجيش هذه السنة مختلف تماما. سبب الاختلاف أن العيد يأتي قبل أربعة ايام من جلسة تاريخية لمجلس الوزراء، تبحث في حصر السلاح بيد القوى الشرعية اللبنانية.
فاللبنانيون يتطلعون الى المؤسسة العسكرية بكثير من الامل لتعيد ثقة العالم بالدولة، ولتكون صمام الامان والضامن لاستعادة المؤسسات اللبنانية دورها.
وعلم، أن مجلس الوزاء الذي سيبحث بالتفصيل الثلثاء مسألة سلاح حزب الله المدرج كبند اول على جدول اعماله، سيتخذ قرارا صريحا به على ان تترك الاليات التنفيذية والجدولة الزمنية للمجلس الاعلى للدفاع، الذي سيجتمع لاتخاذ القرارات المناسبة.
وتردد ان السلطة اللبنانية الرسمية أبلغت حزب الله انها اعطته فترة سماح طويلة، وبالتالي فان الضغوط العربية والدولية لم تعد تسمح بالاستمرار في سياسة التأجيل والمماطلة.
توازيا، جاء خبر بثته بعض وسائل الاعلام ليثير البلبلة، ويتعلق باجراء الولايات المتحدة الاميركية تغييرات في الفريق الاميركي المعني بالملف اللبناني، وتحديدا بأن توم باراك لم يعد مكلفا من قبل الادارة الاميركية بمتابعة الملف اللبناني.
وقد تبين ان هذا الخبر غير دقيق. فباراك وفق الادارة الاميركية ليس موفدا للبنان أصلا، بل هو سفير اميركا في تركيا والموفد الاميركي الى سوريا، وقد كلفه الرئيس ترامب ايصال عدة رسائل الى لبنان لا اكثر ولا اقل، كما يمكن ان يكلفه في المستقبل بايصال رسائل جديدة.
وبالتالي فان السفير الاميركي الجديد ميشال عيسى سيكون المعني بتظهير توجهات السياسية الاميركية، كما يمكن لمورغان اورتيغاس ان تلعب دورا اكبر في المستقبل القريب ، وخصوصا مع اقتراب استحقاق اليونيفيل في الجنوب.
اذا، وسط الأحاديث المتضاربة والتسريبات المتزايدة حول تغييرات محتملة في المقاربة الأميركية تجاه لبنان، ما حقيقة ما يجري خلف الكواليس في واشنطن؟ ومن الجهة التي تمسك فعليا بخيوط الملف اللبناني؟