IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”mtv” المسائية ليوم الأحد في 14/04/2019

هل تذكرون إنتخابات عام 1992، ذاك العام جرت إنتخابات تحت الوصاية السورية، رفض المسيحيون قانونها وظروفها وملابساتها، قاطعوها بمعظمهم، فرغت أقلام الإقتراع من الناخبين وفاز بعض النواب المسيحيين بأقل من 100 صوت.

المشهد المعبر نفسه تكرر اليوم في طرابلس، العاصمة الثانية أظهرت لامبالاة واضحة في السياسة والسياسيين، رفض الناخبون كل دعوات هؤلاء للنزول إلى صناديق الإقتراع، وفضلوا ممارسة الرياضة أو التمتع بالأحد غير الممطر، بدلا من ممارسة حقهم الإنتخابي. هكذا بدت الإنتخابات كأنها للسياسيين أولا، وللاعلام ثانيا، وللقوى الأمنية وموظفي الدولة المفصولين للانتخابات ثالثا وأخيرا. إنه في المبدأ عرس ديمقراطي، تحول في الواقع شبه جنازة للديمقراطية.

ما السبب في ما حصل في طرابلس اليوم، هل لعدم نجاح “تيار المستقبل” وحلفائه الأقوياء الكثرين في إستنهاض الشارع الطرابلسي؟، أم لإحجام المعارضة عن المشاركة خوفا من خسارة مدوية؟، أم أن الأمر يتعلق بفشل المجتمع المدني في تشكيل حالة بديلة مقبولة وقادرة؟.

الأسباب ثلاثة، واقعية، حقيقية، لكن السبب الأكبر يتمثل في قرف الناس من السياسة والسياسيين، ويأسهم من إمكان إحداث تغيير في ظل النظام القائم. وكما قال المسيحيون لا للوصاية السورية عام 1992 بإسم اللبنانيين، فإن الطرابلسيين اليوم قالوا لا لكل الطبقة السياسية بإسم جميع اللبنانيين. ففي ظل عدم وجود إستنهاض طائفي أو مذهبي أو مالي، ظهر المزاج الشعبي على حقيقته، وتبين أن معظم القوى السياسية أجسام منفوخة لا أكثر ولا أقل، فماذا بعد الظاهرة الطرابلسية الفاقعة؟، وهل يتعلم السياسيون؟.