IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”mtv” المسائية ليوم الجمعة في 16/08/2019

في الحياة اليومية الصدفة خير من الف ميعاد… لكن في السياسة لا مجال للصدفة، لكن حتى الصدفة تتحول موقفا، أو تقرأ كموقف. فالرئيس الحريري في واشنطن لاجراء محادثات على وقع الحديث عن عقوبات جديدة على حزب الله وحلفائه اللبنانيين.

في المقابل حزب الله ينشر برقية السيد حسن نصر الله الى وزير خارجية ايران، ويعود تاريخها الى اسبوعين من اليوم. طبعا حزب الله في واشنطن، غير حزب الله في لبنان.

لكن في الحالين الزيارة الحريرية لواشنطن غلب عليها الطابع الايجابي. فالرئيس الحريري، ووفق معلومات موثوقة، لم يسمع تجاه حزب الله سوى الخطاب الاميركي التقليدي، وبالتالي الطرف الاميركي لم يكن متشددا اكثر من المعتاد.

وأما توسيع العقوبات لتشمل حلفاء للحزب، فلا شيء جديا حتى الان، وبالتالي فان الكلام الاميركي الصادر عن بعض الدوائر ما زال في اطار التهويل ليس الا.

في المقابل حصل الحريري على دعم متجدد لحكومته، ان كان بالنسبة الى ملف الترسيم البحري، او بالنسبة الى دعم مؤتمر سيدر. فكيف سيصرف هذا الدعم؟ يعني هل يتحول دعما فعليا حقيقيا، ام يظل في اطار المواقف الكلامية؟ والاهم: هل الدعم الاميركي بلا قيد او شرط، أم سيكون مشروطا بمدى قدرة الحكومة الحريرية على عدم الوقوع تحت نفوذ حزب الله؟

في المقابل حزب الله تعمد مع وجود الحريري في واشنطن أن ينشر البرقية التي وجهها السيد حسن نصر الله الى وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف تضامنا معه، على خلفية فرض الادارة الاميركية عقوبات شخصية عليه.

وفي البرقية تأكيد ان لا ايران ولا حزب الله سيرضخان مهما اشتد حبل العقوبات الاميركية عليهما. وهو ما تلاقى بشكل أو بآخر مع ما قاله نصر الله في خطاب النصر في بنت جبيل.

توازيا، الرئيس ميشال عون انتقل الى قصر بيت الدين، وهو انتقال مميز السنة، ولا سيما بعد ما حصل في قبرشمون وتداعياته.

جو التبريد في الجبل هو الغالب، ومؤشراته تختصر بأمرين. الاول: مسارعة مسؤولي الحزب التقدمي الاشتراكي الى استنكار تمزيق اللافتات المرحبة بالرئيس عون في الجبل. أما المؤشر الثاني فالوفد الكبير من اللقاء الديمقراطي والحزب التقدمي الاشتراكي الذي يزور الرئيس عون غدا.

وهذا التبريد يفترض ان يتوج بزيارة النائب السابق وليد جنبلاط بيت الدين بعد عودته من السفر. فهل يتحول التبريد تطبيعا؟ أم أن اصطفافا سياسيا جديدا يتكرس، وهو الذي اشار اليه الرئيس الحريري من واشنطن، عنما تحدث عن وحدة موقف بينه والاشتراكي وبري والقوات؟