IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”mtv” المسائية ليوم السبت في 17/08/2019

من الأسبوع الطالع، تعاود الحياة السياسية دورتها العادية. العطل الرسمية انتهت، الرئيس الحريري يعود من سفرته الأميركية، والخلاف السياسي الذي عطل عمل مجلس الوزراء لأربعين يوما جمد، ما يؤذن باعادة تفعيل العمل الحكومي.

وبدءا من الاثنين، أمام الحكومة ثلاثة ملفات داهمة: الأول بيئي، فمشكلة النفايات في بيروت الكبرى لم تحل بعد، ودون حلها تعقيدات لوجستية وحتى سياسية. لكن مشكلة النفايات الكبرى تتركز في الشمال، وتحديدا في الأقضية الشمالية الأربعة التي عادت شوارعها تغرق تحت “تسونامي” النفايات. إنها كارثة بيئية- صحية مستمرة في ظل عجز رسمي واضح. فبعد فشل حل مطمر تربل، التزم وزير البيئة فادي جريصاتي الصمت، وتردد أنه لن يكسر صمته قبل عودة الحريري من الخارج، وقبل وضع خطة النفايات على جدول أعمال أول جلسة لمجلس الوزراء.

فهل يحل مجلس الوزراء مجتمعا، ما استعصى على الحل حتى الآن؟، وهل يتخذ تيار “المستقبل” قرارا واضحا بالالتزام بما وعد به؟، والأهم: هل يخرج الملف المعقد والمتشابك من دائرة التجاذبات، أم سيبقى موضع خلاف، مشرعا الباب أمام كل الأجواء المؤذية، بما فيها المذهبية والطائفية؟.

الملف الثاني سياسي، وهو في قسمين. فهناك أولا لملمة تداعيات حادثة قبرشمون عبر مصالحة بعبدا. والجو الايجابي غالب ومسيطر، وتكرس بالزيارة اللافتة لوفد “الحزب التقدمي الاشتراكي” إلى قصر بيت الدين اليوم. وهناك ثانيا توسيع العقوبات الأميركية التي تفرض على “حزب الله” وحلفائه في لبنان. والواضح أن زيارة الحريري ساهمت في تبديد عدد لا بأس به من الهواجس، وفي إزالة الكثير من المخاوف والتوجسات، وهو ما دفع مصدر في “حزب الله” إلى أن يقول ل”وكالة الأنباء المركزية” إن الرئيس الحريري يخاطب العالم بموضوعية، وأنه أمر ايجابي يسجل له.

يبقى الملف الثالث الأخطر، وهو الملف الاقتصادي. والحكومة مقبلة على ورشة متكاملة، باعتبار أن مشاريع سيدر ال 250 ستوضع على نار حامية، أي أنها ستكون على طاولة مجلس الوزراء قريبا جدا. كما يتوقع أن يزور المسؤول الفرنسي عن ملف “سيدر” بيار دوكان بيروت في أيلول المقبل، لحث المسؤولين اللبنانيين على الاسراع في تنفيذ مقررات “سيدر”. فهل نشهد تغييرا جذريا في أداء الحكومة، فتتحول إلى فريق انقاذ اقتصادي، بعدما كانت هي في حاجة إلى من ينقذها من نفسها؟. الأيام تحكم، فلننتظر.