IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـmtv المسائية ليوم الاربعاء في 18/09/2019

إنخرطت الحكومة اللبنانية بجدية قصوى في درس بنود موازنة 2020 بحثا عن توازن يبدو صعب المنال بين المأمول من هذه الموازنة، أي أن تعيد التوازن والإستقرار وتضع قطار النهوض على سكته التي علاها الصدأ، وبين الواقع الاداري المشلع للدولة وغياب الخطط العلمية وآليات المراقبة الشفافة، إمتدادا الى الواقعين والإقتصادي والمالي اللذين بلغا الحضيض. وإذ أعطى انكباب مجلس الوزراء على درس الموازنة بارقة أمل للبنانيين وللدول المعنية بسيدر، فإن المؤتمر الصحافي الذي عقده “بي” الموازنة وزير المال دعا بوضوح الى التعقل وعدم تكبير حجم هذا الأمل لأن الأرقام مقلقة فالحكومة غير متفقة على سياسة ضريبية تنموية موحدة، ولم تتمكن بعد من إيجاد الألف مليار التي وعدت بتوفيرها، كما أن الموازنة لم تبق للإستثمار سوى 1300 مليار، فيما نسبة النمو هبطت الى الصفر. كل هذا والإجتماع للبحث في الموازنة توقف عند بلوغ الأرقام لأن لا توافق حاسما بعد بين المكونات الحكومية عليها. وسط هذه الأجواء جاء الترياق من السعودية، فالمملكة ورغم انشغالها بالمعركة الدبلوماسية والأمنية مع إيران، زار سفيرها في لبنان وليد البخاري الرئيس الحريري، في وقت أعلن وزير المالية السعودية عن محادثات مع لبنان لدعمه ماليا.

وعلى الأثر توجه الرئيس الحريري الى السعودية في زيارة خاطفة ومفاجئة تسبق توجهه الى باريس للقاء الرئيس ماكرون، وقد اعتبر المراقبون أن الوعد السعودي بمساعدة لبنان ماليا سيقوي موقف الحريري الساعي الى اقناع الرئيس الفرنسي بجدية لبنان في التجاوب مع متطلبات سيدر.

زيارة الحريري تتزامن مع وصول وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو الى المملكة، لكن لا معلومات تدفع حتى الآن الى الربط بين الزيارتين وما إذا كان الرجلان سيلتقيان. إقليميا،أعلنت السعودية أن الهجوم على آرامكو تم بصواريخ إيرانية عابرة وبطائرات مسيرة إيرانية، مستبعدة أن تكون انطلقت من اليمن. تزامنا، تلقت الرياض دعما بريطانيا وفرنسيا، وأعطى الرئيس الأميركي أوامره بتكثيف العقوبات على طهران.

في وقت رأت مصادر دبلوماسية أن التريث في الاتهام المباشر لإيران يمنح التحالف المتنامي حول السعودية مزيدا من الوقت لاختيار وسيلة الرد على طهران من دون الانزلاق الى حرب في المنطقة. اسرائيل غابت عن الحماوة الاقليمية، على غير عادتها، ويبدو ان النتائج الرمادية للانتخابات ستغرقها طويلا في وحول الخلافات الداخلية.

بالعودة الى لبنان، فرغم كل الهموم وجدت السلطة السياسية الوقت لتشغيل القضاء في ملاحقة صحيفة نداء الوطن.