IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـmtv المسائية ليوم السبت في 16/11/2019

الانتفاضة تبدأ شهرها الثاني “ع هدير البوسطة”. وكلمة البوسطة تذكر اللبنانيين عادة ببوسطة مشؤومة هي بوسطة عين الرمانة، التي شكلت الشرارة الأولى لحرب دامية استمرت خمس عشرة سنة.

لكن بوسطة اليوم هي غير بوسطة الأمس. فإذا كانت بوسطة العام 1975 قسمت المناطق واللبنانيين، وزرعت التفرقة بينهم، فإن بوسطة اليوم التي انطلقت من عكار صباحا وجابت مختلف المناطق اللبنانية، وجهت رسالة توحيد ووحدة إلى اللبنانيين. لكن رغم الرسالة الايجابية التي تحملها البوسطة، فإن الطريق قطعت أمامها عند الأولي ومنعت من دخول المدينة. السبب: اتهامات وجهت إلى البوسطة، إذ أسماها البعض بوسطة الفتنة، فيما اعتبر البعض الآخر أن التخطيط لها وتمويلها مشبوهان، وهما اتهامان لا ينطبقان على الواقع.

لكن المشكلة ليست هنا. المشكلة الحقيقية أن ما حصل اليوم في صيدا وجوارها، أثبت أن السياسة متى دخلت يمكن أن تضرب الحراك. وهذا ما يجب التنبه له حتى لا تذهب تضحيات أهل الانتفاضة سدى، وحتى لا تخرب السياسة من جديد ما تحاول الانتفاضة اصلاحه.

حكوميا: الأمور عادت مبدئيا إلى المربع الأول، وحتى إلى النقطة الصفر. الاستشارات النيابية التي كان يمكن أن تحصل مطلع الأسبوع المقبل ستؤجل، لأن عملية التكليف لم تنضج ولأن الأمور تعقدت. أكثر من ذلك: إمكان تكليف الوزير السابق محمد الصفدي تراجع، وعاد الحديث عن ارتفاع حظوظ تكليف الرئيس الحريري. وهو تكليف سيصطدم بالمعادلة القديمة- الجديدة الآتية: الحريري لا يريد إلا حكومة تكنوقراط، وذلك استجابة لمزاج الشارع، فيما “التيار الوطني الحر” وقوى الثامن من آذار مصرة على حكومة تكنو- سياسية. كل هذا يثبت أن الأزمة الحكومية لن تحل قريبا، وأننا سنكون أمام أزمتين مترابطتين: أزمة الشارع مع القوى الحاكمة، وأزمة القوى السياسية بين بعضها بعضا.

ماليا، المصارف لن تفتح أبوابها الاثنين رعم تأمين الحماية الأمنية للمصارف، وذلك بسبب عدم التوصل حتى الآن إلى آلية تعامل موحدة مع المودعين.

باختصار: إنه بلد يعيش سياسيا واقتصاديا وماليا في غرفة الانتظار.