IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون الـ”MTV” المسائية ليوم الثلثاء في 19/11/2019

لا.. المجلس ليس سيد نفسه. فالمقولة التي تشبث بها الرئيس نبيه بري منذ ربع قرن اسقطها الشعب اليوم مؤكدا انه هو لا سواه سيد كل السلطات، بل حتى سيد كل المؤسسات. والشعب السيد أسقط في شهر واحد الحكومة، ومنع تأليف حكومة على قياس السياسيين، واسهم في تحقيق انتصار في نقابة المحامين.

اليوم استكمل الشعب السيد انتصاره فمنع مجلس النواب من الاجتماع لانتخاب هيئة جديدة لمكتب المجلس وللتشريع. اكثر من ذلك. ما حصل اليوم اسقط ما تبقى من هيبة للسلطة القائمة. فمن شاهد محيط مجلس النواب اليوم يتأكد له ان السلطة فقدت هيبتها لأنها صارت سلطة خائفة. انها تحتمي من غضب الناس بالاسلاك الشائكة والهراوات والبنادق وشرطة مكافحة الشغب.

لقد حولت السلطة ساحة النجمة ومحيطها ثكنة عسكرية علها تستطيع ان تعقد اجتماعاً للسلطة التشريعية. لكن الشعب كان بالمرصاد، وقال لها بالفم الملآن والزنود العارية: الامر لي. فسقط “سيد نفسه” وكان سقوطه عظيما، وتأكد للجميع مرة أخيرة ان ما بعد 17 تشرين الاول لن يكون ابدا كما قبله.

في القراءة السياسية: الرئيس بري والثنائي الشيعي تلقيا ضربة من خلال ما حصل اليوم. فمعظم القوى السياسية لم تبد متحمسة للجلسة باستثناء الرئيس بري وحليفه الطبيعي حزب الله. والدليل انه من اصل خمسة نواب وصلوا الى البرلمان، فان اربعة منهم ينتمون الى كتلة الرئيس بري، كما ان نائبا من حزب الله حاول الوصول لكنه لم ينجح. والاخطر في الموضوع ان ثمة من يحاول تحميل القوى الامنية مسؤولية اليوم البرلماني المقطوع.

ففي اوساط الرئيس بري انزعاج مما حصل، وهناك من يعتبر ان القوى الامنية كانت قادرة على تأمين طريق آمن للنواب، لو توافرت الارادة واتخذ القرار بذلك. الى اين من خلال كل ذلك؟ الى مزيد من الفوضى، والخلافات السياسية وضياع البوصلة والاتجاه. وخصوصا ان المواقف السياسية على حالها، وابرزها اليوم لرئيس الجمهورية الذي اكد انه يواصل جهوده لتشكيل حكومة تضم ممثلين عن مختلف القوى السياسية في البلاد اضافة الى وزراء تكنوقراط.وهذا يعني ان العقدة الحكومية على حالها، وان عملية التكليف عادت الى المربع الاول.