IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “MTV” المسائية ليوم الأحد في 01/12/2019

في روزنامة الانتفاضة: إنه “أحد الوضوح”. وفيه توضح أمران: الأول، أن الناس الذين نزلوا منذ شهر ونصف الشهر إلى الشارع، لن يخرجوا منه قبل تحقيق مطالبهم الواضحة والبسيطة. فالحشود عادت إلى الساحات في بيروت كما في المناطق المختلفة. وبالتالي فإن مراهنة السلطة على تعب الناس مراهنة خاسرة. الناس خسروا كل شيء، ولم يعد عندهم ما يخسرونه. والأكيد أن العمال الذين سرحوا وسيسرحون من أشغالهم، والموظفين الذين تتدنى رواتبهم، والمواطنين الذين يفقدون القيمة الشرائية لعملتهم الوطنية، جميع هؤلاء تحولوا وقودا إضافيا للإنتفاضة.

الأمر الثاني، أن التعبير عن الرأي يجب ان يبقى محترما. فالاختلاف في الرأي لا ينبغي أن يتحول خلافا ميدانيا. وهو ما حصل في بعبدا اليوم بين مناصرين ل”التيار الوطني الحر” وبين أهل الإنتفاضة. إن المشهد الاستفزازي الذي تابعناه لحظة بلحظة على طريق بعبدا، لا ينبغي أن يتكرر. فاللبنانيون ناضلوا طويلا كي لا يحكمون من أنظمة الرأي الواحد، وبالتالي فهم يرفضون رفضا قاطعا أن تصبح دولتهم نسخة سيئة عن أنظمة بائدة ومتحجرة لفظتها المجتمعات المتطورة، وصارت فقط صفحات صفراء في كتب التاريخ.

حكوميا، حراك جدي يحصل للتوصل إلى توافق على الاسم الذي سيكلف تشكيل الحكومة. وحتى الآن فإن اسهم السيد سمير الخطيب هي الأكثر ارتفاعا، والمعلومات تؤكد وجود توافق عليه من الكتل النيابية الأساسية، ومن القوى السياسية التي تتحكم في لعبة التكليف. كما تشير المعطيات المستقاة من أكثر من جهة، إلى أنه إذا ظلت الأمور تسير بالاتجاه الايجابي المطلوب، فإن رئيس الجمهورية سيدعو مبدئيا إلى الاستشارات الملزمة قبل نهاية الأسبوع الطالع.

ولعل المعطيات والأجواء الايجابية، هي التي دفعت النائب أنور الخليل ان يتوقع ولادة الحكومة الأسبوع المقبل. فهل ينتهي مخاض ولادة الحكومة فعلا بعد أيام، أم أن كل ما يعد حاليا لن يصل إلى خواتيمه السعيدة، وبالتالي فإن كل ما يطبخ سيكون مجرد طبخة بحص؟. الجواب رهن التطورات في الساعات الثماني والأربعين المقبلة الحاسمة. علما أن التجارب السابقة، علمت اللبنانيين ألا يتفاءلوا كثيرا، في ظل وجود طبقة سياسية لا تبالي إلا بمصالحها ومحاصصاتها وتركيباتها، وفي ظل سلطة لا تريد أن تسمع صرخات الناس المقهورين والموجوعين.