IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون الـMTV المسائية ليوم الاثنين في 02/12/2019

ايها الحكام، المؤشرات الخطرة بدأت تظهر في جوانب لبنان الأربعة، مآس انسانية في الأقبية وتحت سلالم البنايات وفي عتمة الخرائب حيث يختبىء الفقراء، وقد جردهم الحكام من كل شيء إلا من كراماتهم. انتبهوا أيها المتحكمون بمصائر الناس قبل أن يصبح تشكيل الحكومة دواء متأخرا لمريض فارق الحياة .

البارحة انتحر احد ابناء عرسال لأن عزة نفسه أبت عليه الا يتمكن من دفع ألف ليرة ثمن منقوشة لصغيرته، و من سداد مبلغ مئتي ألف ليرة لبنانية لجاره البقال. وسيدة عرضت كليتها للبيع كي تعيل عائلتها وتداوي طفلها المريض بعدما طرد زوجها من العمل، ورجل في طرابلس يعرض كليته للبيع أيضا، إضافة الى قوافل المحتاجين الذين عثر مندوبونا و كاميراتنا عليهم ، يصارعون الموت وقد عضتهم الحاجة لكن كبرياءهم جنبهم مذلة مد الأيدي لغير الله .

ولا داعي ايها الحكام الى أن نلفت أنظاركم المنشغلة بما هو أسمى ، كيف ساوت سياساتكم بين الفقراء ومتوسطي الحال والأغنياء فحولتهم الى شحاذين لأموالهم وعرق جباههم على ابواب المصارف وأرباب العمل . قد يخال السامع أن ما نطلبه من الحكام المتحكمين يندرج في إطار المستحيل ، لا إطلاقا، إن ما نطلبه يقع في صلب واجباتهم الإنسانية والوطنية والدستورية: استشارات ملزمة فحكومة الاختصاصيين المحايدة التي يطالب بها الشعب المنتفض. أخيرا وصية: انتبهوا ايها الحكام من غضبة الكرام وقد جاعوا.

في السياق ، ملف التأليف لا يزال عالقا حيث هو، مع بعض التبدلات الكاشفة لحقيقة الأزمة، فبعد أكثر من شهر سوق فيه فريق السلطة أن الكباش يدور بين من يريد حكومة تكنوسياسية و أخرى مكونة من اختصاصيين، تبين امس، وبالوجه غير الشرعي، أن حزب الله وبلسان النائب محمد رعد، يريد حكومة وحدة وطنية سياسية من الصنف الذي انتفض عليه الناس، ولم يتورع رعد عن تحذير من يصرون على أي حكومة أخرى بأنهم سينتظرون طويلا, رافضا ما اعتبره ليا لذراع الحزب ، ما ينقل عصمة التأليف من السراي و بعبدا الى الضاحية، أي من رئيسي الحكومة والجمهورية الى رأس الدويلة. انطلاقا من هذا الموقف الذي لم يصححه حزب الله، يستنتج أننا أمام أشهر طويلة من التصريف القسري للأعمال، الأمر الذي يبرر اصرار بعض القريبين من السلطة على ملامة الحكومة الحالية على تقصيرها عن القيام بتصريف جيد للاعمال وحضهم إياها على تفعيله ، ويمكن إدراج العملية المجهضة لفض العروض لاستيراد البنزين في خانة تصريف الاعمال . في المحصلة، إذا انصاع بعض الطبقة السياسية لإملاءات حزب الله ، فإن اثنين لن ينصاعا: الثورة المستمرة، والأزمة الاقتصادية التي بدأت تتخذ أبعادا كارثية .. فهل بين الحكام من يخشى الله والتاريخ ؟