IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “MTV” المسائية ليوم الأثنين في 29/06/2020

استقال الان بيفاني مدير عام وزارة المالية فاشتغلت الأقلام والألسن والسيناريوهات : لقد اسقطه أحد رؤساء الأحزاب الكبيرة جدا لأنه يحتجز أموالا بملايين الدولارات تعود لأبناء طائفة المسؤول ففهم أنه الرئيس نبيه بري. وقال آخر وتحديدا النائب جميل السيد إن بيفاني ذهب ضحية من وصفهم بزعران رياض سلامة الذين ضاقوا ذرعا به . وقال آخر إن بيفاني دفع الى الاستقالة لإن مواقفه وأرقام الخسائر التي رفعها الى صندوق النقد تتعارض مع رأي أحد الجناحين المتعارضين حول هذا الملف في فريق رئيس الجمهورية . سبحة القيل والقال ستطول لكن الحقيقة التي يمكن استخراجها من الاستقالة أنها اسقطت مشروع بيفاني الى صندوق النقد ومعه سقطت الحكومة التي تبنته ، كما تشكل الاستقالة مؤشرا على أن الدولة والحكومة والادارة الرسمية بلغت مرحلة متقدمة من الاهتراء، فخطوة بيفاني ، إن توافقنا معه أم لم نتوافق ، تدل بقوة على ان التعاقد المافيوي التاريخي على إدارة الفوضى واستخراج المال والسلطة من وجع الناس والوطن ما عاد شغالا لسببين : لأن الثورة، على عثراتها، فعلت فعلها التغييري، ولأن فراغ الصناديق والخزائن وأنين الناس أسقط كل فائدة من البقاء تحت سقف الهيكل المتداعي. قد يخاف البعض مما حصل لكن دفن جسد الدولة القديمة بات واجبا، علنا ننهي حدادنا عليها سريعا و نبني فوق ركامها الدولة المنشودة التي يحلم بها الأوادم ويناضل من أجلها الشرفاء ويستشهدون.

نقول هذا لأن كل ما يسجل منذ 17 تشرين حتى اليوم على الصعيد الرسمي ليس سوى سلسلة معيبة من الاخفاقات والتراجعات. هذا في الشق المالي من الكارثة، أما في الشق الدبلوماسي القضائي، فالرعونة والارتجال اللذين ارتكبا في حق السفيرة الأميركية، اجبرا الدولة على تمسيح مزحة المازح باعتذار مرتبك من السفيرة قدمه وزير الخارجية الذي قال إنه استدعاها ليتبين فيما بعد انه اعتذر منها بتبرؤه من قرار مازح ولاقاه مجلس القضاء باستدعاء القاضي المعني لاستيضاحه فقرر المثول أمامه ، فيما كان رفض المثول أمام التفتيش القضائي. على الأرض الفالتة ، انعكاسات التسيب والفوضى تتجلى مخيفة بتفلت الدولار من أي ضابط رادع ، وبالقلق الشعبي على المصير والذي تجلى بدوره بنزول الناس الى الشوارع تعبيرا عن خوفهم . والظاهرة غير المسبوقة، سجلت اليوم شمالا حيث أقفلت المؤسسات التجارية والأسواق في طرابلس الفيحاء التي لم تعرف الكساد منذ الصليبيين . ولن يأتي الحديث عن توجه لرفع سعر ربطة الخبز إلا بالمزيد من الغضب خصوصا أنه قد يؤسس لرفع الدعم عن البنزين والطحين والدواء وفاتورة الكهرباء ، مع ما يمكن أن يستدرجه ذلك من فوضى تبدأ اجتماعية وقد تنتهي أمنية. أنقذ الله لبنان من مصائبه وحكامه.