IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”mtv” المسائية ليوم الأحد في 08/11/2020

اليوم أيضا العقوبات على جبران باسيل هي الحدث. الجديد مؤتمر صحافي لرئيس “التيار الوطني الحر” فند فيه أسباب ما حصل، مخرجا العقوبات من إطارها القانوني المؤسساتي المرتبط بالفساد، ليضعها في الإطار السياسي الاستراتيجي البحت.

طبعا بعض ما قيل يحتمل الأخذ والرد، كما يحتمل أكثر من تساؤل. لكن الواضح أن باسيل أراد المؤتمر الصحافي مناسبة لتوجيه رسائل في اتجاهات عدة، أبرزها ثلاثة: الأول تجاه “حزب الله”. صحيح أن باسيل أكد من جديد التحالف مع “حزب الله”، لكنه أبرز في المقابل بعض التباينات معه، إن على الصعيد الدخلي أو على صعيد الخيارات الاستراتيجية. وخلص في النتيجة إلى ضرورة تطوير وثيقة التفاهم لتلائم التطورات والمتغيرات. فوفق أي مقاربة يريد باسيل تطوير وثيقة التفاهم؟، وهل يتلقف “حزب الله” المبادرة الباسيلية، وهل هو على استعداد أصلا لتطوير الوثيقة؟.

الرسالة الثانية التي وجهها باسيل هي باتجاه الولايات المتحدة، فبعدما روى ما حصل مع المسؤولين الأميركيين، وبعدما اتهم أميركا بممارسة الاغتيال السياسي وبخوض حرب الغاء ضده، أكد أنه مع السلام في المنطقة ووجود اسرائيل. وهو موقف يتلاءم والسياسة الأميركية. كما استفاد باسيل من نتائج الانتخابات الأميركية ليقول حرفيا: إلى اللقاء للعمل مجددا مع أميركا ومع رئيس جديد. وهذا يعني أن باسيل لم يقطع شعرة معاوية مع أميركا، وأنه يعول على تبدل الإدارة الأميركية ليبني على الشيء مقتضاه. فهل نشهد مع وصول جو بايدن إلى البيت الأبيض مقاربة جديدة للتعاطي بالملف اللبناني، وضمنها مع “التيار الوطني الحر”؟.

أما الرسالة الثالثة، وهي الأكثر آنية، فتتعلق بتشكيل الحكومة. من تابع مواقف باسيل من الحكومة المنتظرة يتبين له بوضوح أن رئيس “التيار الوطني الحر” وجه رسائل قاسية جدا إلى رئيس الحكومة المكلف، ولو من دون أن يسميه. وبلغ به الأمر إلى حد اتهام الحريري بالعمل على تسمية الوزراء المسيحيين ووضع معايير استنسابية للتأليف. في المقابل أكد باسيل أن لا تنازل عن مبدأ وزير لكل وزارة، وأن تشكيل الحكومة سيتأخر إذا لم توضع معايير واحدة للتشكيل. فكيف سيرد الحريري، الصامت الأكبر، على ما صدر عن باسيل؟، وألا يعني موقف باسيل أن القواعد والمرتكزات التي بنى عليها الحريري تحركه لتشكيل الحكومة انهارت دفعة واحدة، وأن الأمور عادت إلى النقطة الصفر من جديد؟.

حماوة الوضع السياسي تواكبها حماوة على صعيد الكورونا. فالجائحة تواصل تمددها في ظل غياب أي استراتيجية واضحة للمواجهة من قبل الدولة. علما أن المجلس الأعلى للدفاع يجتمع الثلثاء المقبل لدراسة سبل المواجهة. فهل يتخذ المجلس الأعلى قرارا بالإقفال التام، أم أن العامل الاقتصادي سيظل أقوى من العامل الصحي؟.

في أميركا، هدوء ما بعد العاصفة. فلا مواقف جديدة لترامب، ولا جديد من معسكره بالنسبة إلى الدعاوى القضائية للطعن بنتيجة الانتخابات. فهل عطلة نهاية الأسبوع هي السبب، أم أن ترامب في مرحلة إعادة تفكير وإعادة تقييم لما حصل؟، وهل يمكن إعادة التقييم هذه أن تقوده إلى الاعتراف بالهزيمة، وخصوصا أن معركته القضائية ضد “جو الناعس” كما يسمي الرئيس المنتخب، ليست نزهة ومليئة بالعقد والمطبات والمخاطر؟.