IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”mtv” المسائية ليوم السبت في 14/11/2020

بدءا من اليوم البلد شبه مقفل، أما الوضع السياسي فمقفل بإحكام وقوة. الزيارة التي قام بها الموفد الفرنسي إلى لبنان باتريك دوريل لم تحقق نتيجة ملموسة. السبب واضح: المسؤولون والزعماء اللبنانيون لا يهتمون إلا بنكاياتهم وخلافاتهم ومحاصصاتهم، فيما فرنسا لا تملك خريطة طريق واضحة ولا الأدوات اللازمة لإخراج لبنان من النفق المظلم.

أكثر من ذلك: فرنسا تحاول تحقيق انتصار ديبلوماسي، مهما كلف الأمر، من خلال التوصل إلى تشكيل الحكومة، ولو كان الثمن سماحها بانقلاب الأطراف اللبنانيين على جوهر المبادرة الفرنسية. والدليل أن فرنسا صارت قابلة بتشكيل حكومة تكنو- سياسية بدلا من حكومة الاختصاصيين. ولم تعد مصرة على تطبيق مبدأ المداورة الشاملة، انطلاقا من تسليمها باحتفاظ الثنائي الشيعي بوزارة المال. والأهم موقفها الملتبس من الصراع الخفي الدائر بين دوائر القرار في بعبدا ورئيس الحكومة المكلف، في ما يتعلق بآلية اختيار الوزراء المسيحيين، وخصوصا في ما يتعلق بوزارة الداخلية.

وانطلاقا من هذا كله، فإن تشكيل الحكومة معلق حتى إشعار آخر. وقد علمت ال “ام تي في” أن اجتماعا سينعقد الاثنين في قصر الايليزيه برئاسة ماكرون يضم دوريل وأعضاء خلية الأزمة، وذلك لبحث مسار المبادرة الفرنسية، وللتقرير في أمرين ملحين: زيارة ماكرون المقررة إلى لبنان ومصير مؤتمر الدعم وهل ينعقد أم لا.

هذا سياسيا. أما أمنيا فلفت الحادث التخريبي الذي حصل شمالا. إذ عمد مجهولون إلى فتح ثقوب في أنابيب خط البترول في العبدة- عكار، ما أدى إلى اندلاع حريق في المحيط. العمل التخريبي يطرح أكثر من سؤال دقيق وحساس، ويعيد إلى الأذهان ما تردد عن احتمال تعرض الوضع اللبناني لاهتزازات أمنية وأعمال تخريبية. فهل ما حصل في الشمال هو البداية؟.

توازيا، محاربة الكورونا من خلال الإقفال التام بدأت. والحصيلة في اليوم الأول ايجابية جدا، إذ أن نسبة الالتزام بتدابير الإقفال عالية، ولامست في بعض المناطق ال95 في المئة. والأهم أن قوى الأمن الداخلي ظهرت على الطرقات هذه المرة، وقامت بواجباتها في ما يتعلق بالتزام قرار سير المركبات. فهل يستمر التعاطي الجدي من السلطات المختصة في الأسبوعين المقبلين، أم أن ما حصل اليوم مجرد فلتة شوط لن تستمر ولن تتكرر؟. السلطة تتعرض لامتحان، وعند الامتحان يكرم المرء أو يهان… بزيادة انتشار الكورونا.

إقليميا، اتهم مستشار الديوان الملكي السعودي “حزب الله” بتهريب المخدرات إلى السعودية. الاتهام غير مسبوق، ويؤشر إلى التوترات المتزايدة على الصعيد الإقليمي. فهل تبقى التوترات المذكورة محصورة ومضبوطة، أم تقوى وتشتد لتنفجر في مكان ما؟.

نهاية عهد ترامب قد لا تكون زاخرة بالأحداث السارة، فلنتنبه ولننتظر.