IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”mtv” المسائية ليوم الخميس في 19/11/2020

لا ليس في الأجواء حكومة في المدى المنظور ، ولا أحد يجرؤ لا من السياسيين ولا من الصحافيين على استخدام الوسائل القديمة لنفخ الآمال الكاذبة ، كالإيحاء مثلا كما في السابق ، بأن عملا جديا سيؤدي الى ان يكون للبنانيين حكومة قبل عيد الاستقلال، أو عيد الميلاد أو رأس السنة . فاستخدام هذه السيناريوهات ينتمي الى زمن الأزمات الجميلة ، زمن ما قبل السابع عشر من تشرين، زمن ما قبل الرابع من آب. فانفجار صرخات الناس جوعا في 17 تشرين، وانفجار قنبلة الفساد في المرفأ، اديا الى انسداد كـلـي وطرش دائم لدى المسؤولين،أضيفا الى ضمائرهم الغائبة. وطبيعي أن مجموعة متحكمة من هذا العيار لن تسمع مناشدات ابنائها ولن تسمع نداءات الأصدقاء ولا مناشدات أمم الأرض كلها . وليست آخر النداءات صرخة مجلس الأمن الى المسؤولين اللبنانيين للإسراع في تأليف حكومة المهمة قبل فوات الأوان ، وذلك بعد استماع المجلس الى الإحاطة الدورية للمبعوث الأممي الى لبنان يان كوبيتش ، والتي تضمنت تقريرا سوداويا كارثيا عن الوضع المتفاقم في لبنان والذي يعود الى رفض قياداته التخلي عن انانياتها لإنقاذه من الموت الأكيد الزاحف اليه. وترجمة موقف كوبيتش نراها فاقعة في المناكفات التي يشهدها مطبخ التأليف الذي يبقي الحمل الحكومي في ايامه الأولى بعد شهر على التكليف، هذا إن لم يؤد الى إجهاضه.

توازيا، غني عن القول إن المجاعة تطرق الأبواب والوضع الاقتصادي والمالي في أسفل الدركات ، والبحث يدور عن رفع الدعم جزئيا أو كليا عن السلع لتمكين مصرف لبنان من الاحتفاظ ببعض مؤونته من الدولار . وفيما لبنان يبحث عن الرجال الكبار المتنورين ، يزرعون الأمل في قلب شعبه الخائف ويعيدون بوصلة الوطن الضائع الى وجهتها الصحيحة ، في هذا الجو القاتم، غيب الموت رمزي النجار ، رجل الأمل في زمن اليأس ، والمعرفة في زمن الجهل، والعمل في زمن الخمول ، رجل الإعلام اللامع والإعلان الخلاق ، الكاتب المرهـف ، الأكاديمي المتميز ، الأنيق بلا تصنع ، المتواضع حد الإمحاء ، الضاحك في زمن العبوس . رمزي الأب المثال ، والأخ الغيور ، صديق الـmtv زمن اضطهادها ، المراهن الدائم على نجاحها ، الفخور المتغني بها كالعروس الأجمل بين رفيقاتها ، لؤلؤة لبنان الى العالم كما كان يراها . رمزي النجار ، كل هذه الصفات التي اجتمعت في رجل ، وعز وجود نذر قليل منها في جمع مجتمع من الرجال ، رمزي المقاوم صرعته الكورونا ، لكنه لن يغيب ولن يحتجب ، وضحكتـه ستظل تجلجل ، وكلماتـه تعلـم ، وكتاباته تنور . رمزي الذي يقصر في تكريمه كل ثـناء ، إذهب الى عليائك وارتح بين كبارنا فوق ، وصلـي للوطن الجريح . عزاء من القلب الى اسرته الصغيرة والى أسرة الإعلام والإعلان المتشحة بالسواد ، من الـ mtv إدارة وموظفين، وتحية حارة خاصة من مديرية الأخبار ، اعاننا الله على تضميد جرح الغياب.