IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار ”MTV” المسائية ليوم الثلثاء في 20/07/2021

أضحى مبارك، بالرغم من أن أهل المنظومة طيروا البركة من الجيوب والمعاجن والقلوب، وبلغت بهم السادية حد توفير خواريف العيد، وتقديم اللبنانيين ذبائح وأضاحي في هياكل جشعهم، ولم يرف لهم جفن، تماما كما شوهوا الدولة وفككوا أوصالها ونهبوها ببشرها وحجرها والمؤسسات.

في هذه الأجواء المناقضة لمفاهيم السماء والأرض ولمفاهيم قيام الدول، تدار شؤون لبنان. فعلى خط البحث عن تكليف بديل من الرئيس الحريري، لا تزال دعوة الرئيس ميشال عون إلى الاستشارات الاثنين المقبل، تثير التساؤلات، ليس لجهة تحديد الموعد، وهو في صلب مهمات رئيس الجمهورية وصلاحياته، ولكن لجهة الواقع الضبابي غير المهيأ الذي نجم عن اعتذار الرئيس الحريري، والذي خلق إرباكا كبيرا لدى القوى السياسية على اختلافها، على ضفتي المواجهة.

فقد أظهرت الساعات التي تلت الإعتذار، أن الحريري الذي كان مكلفا التشكيل دستوريا بحسب الطائف، لا يزال هو الرئيس المكلف بحسب طائفته، ولكن من دون أن يرتب عليه الدور الجديد أي مسؤولية تجاه أحد. “فالزلمة حتى الساعة حردان”، لن يشارك في الإستشارات، وإن شارك فلن يسمي أحد، وبالتالي هو لن يسهل ولن يغطي أي شخصية سنية من بعده، وطائفته تبصم وتؤيد.

وعندما يواجهه خصومه بأن مسؤوليته معنوية ومفاعيلها ثقيلة على الوضع الداخلي المتدهور، تجيب أوساطه بأن جل ما يفعله هو الرد على الرئيس عون وصهره بالأسلحة التي طالما استخدماها ضده، طيلة فترة سعيه إلى التشكيل، وآخرها مواجهتهما تشكيلته الأخيرة التي قصمت ظهر التكليف.

مختصر الأمر إذا، أن الحريري يقول لعون وباسيل: “إذا كنتما قادرين على التأليف لا تتأخرا”. هذا الواقع بدد زهوة الانتصار التي دفعت بالرئيس عون الى التعجيل في الدعوة الى الاستشارات، وها هو يصطدم بغضب سني وبعدم استعداد “حزب الله” لاستفزاز السنة بدعمه ترشيح أي سني، وفي عدم حماسة بري الى مكافأة عون وباسيل الذين سفحا شريكه الحريري وأطاحا مبادرته.

من هنا يتوقع مراقبون، سيناريو من اثنين ستتظهر فصولهما في الأيام المتبقية الفاصلة عن الإثنين: الأول، أن يواصل الرئيس عون وباسيل اندفاعتهما المغطاة بقشرة دستورية واهية، ومن شأن هذا أن يوصل مستنسخا غير معدل وغير محسن لحسان دياب.

والسيناريو الثاني، أن يكون الرئيس عون وباسيل يسعيان من خلال مناورة الدعوة الى الاستشارات الى استرضاء الدول الكبرى، والى تحميل القوى السياسية كلها، مسؤولية عدم انصياعها لتلبية رغبتهما برد التراب على الحالة الحريرية. عندها يوقف الرئيس الاستشارات، ويذهب الى المشروع الدفين الأحب الى قلبه: تفعيل حكومة تصريف الأعمال بقيادته مترئسا المجلس الأعلى للدفاع.

اكتشاف محاذير السيناريو الأخير سهلة، فأفلامه الترويجية نشاهدها بأم العيون في الشوارع، جوعا ومرضا وشحا في كل أسباب الحياة، واضطرابات أمنية متنقلة سترتفع وتيرتها لتبلغ الذروة في يوم الغضب الوطني الكبير في الرابع من آب، هذا اليوم الذي تسعى مجموعات نيابية كبيرة ومرجعية الى تجهيل مفتعلي بركانه القاتل وحمايتهم بعريضة عار تعطل عمل القضاء.