IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”mtv” المسائية ليوم السبت في 25/09/2021

يحلق لبنان تاريخيا بجناحين ويتنفس من رئتين، أما الجناحان فهما شقه المقيم، أي شعبه المكافح الخلاق البطل، وشقه المنتشر أي مغتربوه الذين اضطرتهم المجاعات حينا، والاضطهادات أحيانا والبحث عن الأفضل في أكثر الأحيان، الى العيش في المغتربات. أما رئتاه فمكونتان من علاقاته الوطيدة بالعالم العربي، وصداقاته العابرة للدول والقارات، وإسهاماته الدبلوماسية والثقافية والعلمية والطبية، التي أغنت هذه الدول وأشعت على الحضارة الإنسانية وعادت على لبنان بالخير والازدهار والبحبوحة والاستقرار. وفي قراءة وجدانية وموضوعية في صحة لبنان، يسهل الاكتشاف بأن هذا الوطن لم يصب بالمآسي التي اصابته في تاريخه الحديث إلا عندما اختل عمل أحد هذه الأعضاء الحيوية، فكيف بنا الآن وقد ضربنا هذه الأعمدة مجتمعة. وضع المقيمين كارثي، أما المغتربون فهم يستعدون لتلقي طعنة لئيمة من المنظومة التي تخطط لتجريدهم حقهم بالانتخاب في دول الانتشار، أما علاقاتنا ببعدنا العربي فأقل ما يقال فيها إنها مخجلة معيبة.

الرئيس ميقاتي الذي التقى الرئيس ماكرون وانتقل الى لندن حيث التقى وزير الخارجية البريطانية، بدأ يعي عمق المأساة اللبنانية بعدما نظر الى لبنان بعيون الخارج، وهو يخشى ألا تؤتي الزيارتان ثمارا إيجابية، لأنه لا يضمن الداخل حيث المنظومة منصرفة الى تفكيك المؤسسات وضرب الاستحقاقات وتشويهها. ولنا في الاعتداء السافر على القضاء من خلال الاعتداء على القاضي بيطار خير دليل، ولنا في خلافاتها حول الكهرباء والماء والتدقيق الجنائي ومحاربة الفساد وقانون الشراء العام، أكثر من جناية وجريمة. ويخشى ميقاتي ألا تصل المساعدات من دول الغرب التي وضعته وحكومته تحت مجهر اختبار صارم متعدد الوجه والمادة، فيما شركاؤه في السلطة على هذه الحال. كذلك لا يضمن ميقاتي ترميم الجسور مع العرب، وحزب الله وأتباعه يغرقون السيادة بالمازوت والعرب بالشتائم والمسيرات.

أخيرا، لا يضمن ميقاتي تدفق أموال المغتربين، وكيف يضمنها؟ والمنظومة تتآمر على حقوقهم ولا تنفك تردد: “نريد أموالكم لنبذرها، لا أصواتكم التي تقصينا في الانتخابات”. في السياق، نستحلف اللبنانيين المقيمين، إن حرم إخوانكم المنتشرون من التصويت، بربكم عاقبوا أركان المنظومة وما ترجعو تنتخبون هني ذاتن…