IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”MTV” المسائية ليوم الثلثاء في 07/12/2021

من القوانين الضرورية التي لا يتم إقرارها إلا مشوهة ، الى القوانين الضرورية التي تقر و لا تطبق ، الى القوانين الضرورية التي تقر بلا آليات تنفيذية ولا تمويل . هذا هو ملعب الحكومة والمجلس النيابي والمنظومة ، والجامع المشترك بين هذه الفئات من المشاريع المفخخة ، هو الشعبوية . انطلاقا من هذه الذهنيات المريضة ، يتم تطيير قانون الكابيتال كونترول ، ويتم إقرار شبكة الأمان الصحي والدولار الطالبي ، والعقاب المشدد لناشري الكورونا. في المختصر غير المفيد، الدولة معجوقة لكن عجقتها بلا بركة: لا قمح ولا طحين ولا دواء ولا ماء ولا محروقات ولا مستلزمات طبية ولا تعليم، فيما الدولار يحلق، والليرة تنهار، والتضخم يقضي على الناس، بعدما استنزف طاقاتهم ومدخراتهم وإمكاناتهم على الصمود. في المحصلة مثلان : الرئيس بري يرى في عدم تطبيق قانون الدولار الطالبي جرصة موصوفة، والنائب جبران باسيل قرأ في قانون الكابيتال كونترول زعبرة، لكن الجرصة ان الجرصة لم تجد من يغسل وسخها، ولا الزعبرة وجدت من يقمع الزعبرجية، بل على العكس فإن الوباءين يزهران ويتحوران في كنف المنظومة وعنايتها … في الشق المطل على الخارج من العجقة الحكومية، فقدان البرنامج العملي والعلمي الموحد يسرع الدوران الرسمي في الحلقة المفرغة وينذر جديا بضياع الفرصة الهشة المتاحة للافادة من أموال صندوق النقد، والمساعدات العربية والدولية.

ولا يتوقف التعثر عند الأرقام بل يتعداه الى الأطر الموازية المتمثلة في التدقيق الجنائي الذي يفترض أن يبدأ بمصرف لبنان ولا ينتهي قبل الغوص في إدارات الدولة ووزاراتها وصناديقها المنهوبة كلها. وغني عن القول إن أوعية الدولة متصلة، ولا تنفصل عن أمنها المجير وسيادتها المصادرة وقضائها المستهدف، من حفرة المرفأ المدمر وصولا الى أعلى هرم هذه السلطة. هذه الأعطال معطوفة على امتناع رئيس الحكومة عن دعوة مجلس الوزراء للاجتماع، طيرت المبادرة الفرنسية-السعودية وتكاد أن تطير لبنان.

وسط هذه المعمعة الجهنمية استفاق اللبنانيون على أنباء تفيد بأن الدولارات البنكنوط بطبعاتها القديمة لم تعد قابلة للصرف، ما اثار موجة خوف لدى من تمكنوا من تخليص بعض أموالهم من المصارف وخبأوها تحت مخداتهم تحسبا للأيام السود. الجريمة أخذت ابعادا أكبر لأن الدولة تركت شعبها طعاما لذئاب السود، ولم تكلف نفسها طمأنتهم الى أن لا أسس علمية لهذه الأنباء، لأن الدولار دولار كيفما تبدل شكله. وتغافلها ناجم عن أنها تطمع مثل تجار العملات الى إجبار الناس على التخلي عن مدخراتهم تكبيرا لكتلة الدولار المتداولة في الأسواق . أيها اللبنانيون لا تتوقعوا الفرج يأتيكم على يد هذه الطغمة ، الخلاص تصنعونه أنتم عبر الانتخابات ، لذا افرضوا الاستحقاق واقبلوا على صناديق الاقتراع، وما ترجعو تنتخبون هني ذاتن.