IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”mtv” المسائية ليوم السبت في 15 كانون الثاني 2022

وقبل ان ينتهي الاسبوع جاءت المفاجأة، وهذه المرة من الثنائي الشيعي. ففي بيان مشترك من حركة امل وحزب الله اعلن الطرفان الموافقة على العودة الى المشاركة في مجلس الوزراء من اجل اقرار الموازنة العامة للدولة ومناقشة خطة التعافي المالي. قراءة ما بين السطور تنبىء ان العودة لن تكون لجلسة واحدة بل لجلسات عدة،  وهي تتزامن مع الكلام على تقدم في محادثات فيينا ، وعلى امكانية عودة العلاقات الديبلوماسية بين السعودية وايران.  فهل الامر مجرد مصادفة، ام  ثمة ترابط بين الداخل والمناخ الاقليمي والدولي الايجابي؟ الجواب للايام المقبلة. علما ان  بورصة الاسبوع كانت اقفلت كالاتي: سقوط الدعوة الى الحوار،  مقابل ارتفاع الليرة وهبوط  الدولار. ففي المبدأ الحوار انتهى الى غير رجعة، اما هبوط الدولار فمسألة قد لا تدوم طويلا، اذا واصلت المنظومة الحاكمة عملية التنصل من المسؤولية، ولم تتخذ اي قرار انقاذي حقيقي.

وكيف يمكن الرهان على ايجابية سياسية ، والمماحكات والصراعات بين اهل المنظومة على اشدها؟ آخر تجليات الصراعات اطلاق النار الباسيلي على حاكم مصرف لبنان وعلى رئيس الحكومة والحكومة. فباسيل اعتبر انه لا يمكن تحقيق اي انقاذ حقيقي بوجود سلامة،  كما طالب بجلسة برلمانية لطرح الثقة بالحكومة. والواضح ان هجوم باسيل بالتكافل والتضامن على رياض سلامة ونجيب ميقاتي سببه ان الاخير لا يريد اقالة سلامة ، اذ كان اكد في تصريح له ان لبنان في حرب وانه خلال الحرب لا يمكن تغيير الضباط. على المقلب الاخر، حزب الله يواصل استهداف القضاء. فالشيخ نعيم قاسم تساءل كيف يعقل ان يبقى قاض في منصبه وعليه احدى وعشرون دعوى تنحية. ترى، لماذا لم يطرح قاسم السؤال بطريقة معاكسة؟ اذ هل معقول ان تُقدَّم في وجه قاض واحد احدى وعشرون دعوى تنحية لولا ان هناك خطة سياسية تستهدفه، بل حتى مؤامرة لمنعه من استكمال عمله وتحقيقاته نعيم قاسم لم يتوقف هنا بل تحدث عن تغوّل السلطة القضائية على سلطة مجلس النواب وسعيها الى اخذ صلاحياته منه.

فمن تغّول على من يا ترى ؟ الم يكن حزب الله اول من حاول التغوّل على السلطة القضائية عبر الزيارة التي قام بها وفيق صفا الى قصر العدل محاولا تطويق القاضي البيطار اما بالترغيب او بالترهيب؟ وفيما السجالات السياسية  والقضائية لا تتوقف، الامور الحياتية والاجتماعية على حالها. فالمدارس الرسمية لن تفتح ابوابها الاسبوع الطالع لان لا اموال في الخزينة لدفع مستحقات الاساتذة المتعاقدين والمستعان بهم، فيما نقابة محطات المحروقات تهدد وتحذر من عودة الطوابير. في المقابل المسؤولون يتعاركون ويتحاربون ويستشرسون في معارك مجانية عبثية. لذلك ايها اللبنانيون، عند ساعة الامتحان ، وهو قريب وحتمي، اوعا ترجعو تنتخبون هني ذاتن!