IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”mtv” المسائية ليوم الثلثاء في 09/03/2021

وراء الكوارث المتناسلة التي تنفجر في وجه اللبنانيين، هناك منظومة فاسدة استغلت كل قدرات البلاد وطاقاتها وحملتها بوقاحة مسؤولية الخراب. لقد استولت المنظومة على مدخرات الناس وأموال المغتربين والمودعين الأجانب ومن ثم اتهمت مواطنيها الغاضبين الجائعين بالعمالة للسفارات والغرباء.

وبعدما استفادت من المصارف وهندست لها لتملأ جيوب مكوناتها اتهمتها بالمضاربة على العملة الوطنية وتهريب الأموال.

بعدها ارتدت الى حاكم المصرف المركزي وحملته مسؤولية هبوط الليرة و تفاقم الدين العام . وبعدما أجهزت المنظومة على كل مقومات الصمود وضربت المؤسسات وأفشلت كل المبادرات الدولية للإنقاذ والمساعدة، تفرغت للجيش،آخر المؤسسات التي تذكر بأن لبنان دولة.

فبعدما خفضت موازناته تكرارا وجوعت جنوده وضباطه وأفقرتهم، طالبته أمس بفتح الطرقات بالقوة ومواجهة أهله الجائعين. وقد تناست أنه حماها سنوات طويلة، وعبأ بسمعته وبأجساد رجاله كل الأخطاء والفجوات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية التي تسببت بها، علها تصلح نفسها وتستدرك، فامتنعت وتمادت.

لكن الجيش امتنع ولم يتمرد، وبلسان قائده قال “خيطوا بغير هالمسلة”، أنا لن اقمع الناس لأن ليس هذا دورنا.

وفي تغريدة تفسيرية نادرة وعالية الرمزية على حساب الجيش، كتب باختصار بليغ: “مواجهة العدو الإسرائيلي”، وأرفقت بصورة يدير فيها جندي ظهره للداخل ووجهه الى دبابة ميركافا على الحدود الجنوبية.

على خط محاولات الحلحلة حكوميا، يواصل المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم جولاته المكوكية بين المرجعيات ، سعيا الى فتح ثغرة في جدران العناد المرتفعة بين المعنيين بتشكيل الحكومة، وقد زار اليوم بكركي.

وإذ يحكى أن اللواء ابراهيم يعمل بموجب تفويض فرنسي دولي يتناغم مع جهد روسيٍ موازٍ، ويتسلح بمؤشرات الانفجار الاجتماعي الزاحف ، لم يرشح حتى الساعة ما يشي بحلحلة من شأنها الإفراج عن الحكومة الموعودة.

تزامنا، وللغاية نفسها التقى رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف في ابو ظبي. في انتظار الفرج الصعب، الناس في الشوارع، ولبنان مقطع الأوصال جغرافيا وقد عمت موجة الاحتجاجات كل مدنه ومحافظاته من أقصاه الى أقصاه.