IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”MTV” المسائية ليوم الخميس في 4/8/2022

صدقوا او لا تصدقوا: سياج مجلس النواب اهم بكثير من دماء اللبنانيين. وسياج مجلس النواب اهم بكثير من اهالي الضحايا والجرحى والمعوقين الذين ارادوا التعبير عن غضبهم وسخطهم في الذكرى الثانية لجريمة 4 آب. انها الخلاصة التي يتوصل اليها كل من تابع وقائع يوم الحداد الطويل. فالسلطة المجرمة التي اغتالت البشر وفجرت الحجر في الرابع من آب 2020، تستكمل كل يوم عملها المجرم  ولا من يردعها! ان يسقط الضحايا بالمئات لا مشكلة! ان يجرح الالاف ويصاب المئات باعاقة، ايضا لا مشكلة! ان يهدم نصف العاصمة ايضا وايضا لا مشكلة! المشكلة الوحيدة عند الطغمة الحاكمة ومن ينتمي اليها في الوطن والمهجر ان لا يصل المتظاهرون الغاضبون الى سياج مجلس النواب، وان يهددوا هيبة وسلطة  رئيسه نبيه بري. فيا تعتير اللبنانيين بسلطة كهذه، وبمجلس كهذا، وبهكذا نواب، وبهكذا مسؤولين، لأن وجودهم واستمرارهم على كراسي السلطة يعنيان امرا واحدا وحيدا: لا امل حقيقيا بقيامة لبنان!

المشهد المخجل الثاني يتمثل في سقوط قسم من الجزء الشمالي من الاهراءات يوم 4 آب تحديدا. فهل الامر مصادفة، ام انه دليل آخر على فشل حكم واجرام سلطة؟ الاحتمال الثاني هو الأرجح، خصوصا ان الاهراءات لم تكن لتسقط لو ان المسؤولين في لبنان اهتموا  بتدعيمها بعد الانفجار! لكنهم تركوها تحترق بما فيها عمدا، ثم تركوها تسقط، لانهم يريدون ازالة كل ما يذكرهم بجريمتهم، وكل ما يذكرهم بالدماء التي على ايديهم وفي ضمائرهم! في اي حال يوم الحداد انقضى، وغدا يجب ان يكون يوما آخر، ولتحد آخر. والتحدي الاخر يتمثل في استمرار الضغط لتحرير المحقق العدلي من دعاوى السياسيين. والتحدي الاخر والاكبر يتمثل ايضا في الضغط على وزير المال للتوقيع على مرسوم التشكيلات القضائية، وذلك ليتمكن القاضي البيطار من مواصلة عمله ومن اصدار قراره الظني المنتظر. فهل نكون جميعا على قدر التحدي، ام تظل السلطة بفسادها واجرامها اقوى من وجع الناس واقوى حتى من الحق والعدالة؟