هل تولد الحكومةُ المنتَظرة في اليومين المقبلَين؟ الأمر ليس مستبعداً، بل حتى شبه أكيد. فرئيس الحكومةِ المكلف تمكّن من حلحلة معظمِ العُقَد ومن تذليل غالبيةِ الإشكاليّات باستثناء إشكاليّتين مع القوات اللبنانية. فالقوات لا تزال تعارضُ تسليمَ وزارةِ المال إلى وزير يختاره الثنائي، وتعتبر أنه سيعرقل مسيرةَ الحكومة، لا بل حتى مسيرةَ العهد. من جهة ثانية فإنّ القوات، كما قال مصدرٌ قياديٌ فيها لل “ام تي في” لن ترضى بعدم تسلّم وزارةٍ سيادية، وتعتبر الأمرَ يشكّل انتقاصاً من دورها وحجمِ تمثيلِها، وبالتالي فهي تُصرُّ على أن تكون وزارةُ الخارجية من حصّتها، وذلك لتكون الديبلوماسيّةُ في خدمة التوجّهات السياسيّةِ الجديدة في لبنان.
واللافت اليوم، البيانُ التصعيديّ الصادر عن الدائرة الإعلاميّة في القوات، الذي اعتبر ما يحصل بمثابة حظرٍ على القوات، وأنه نتيجةَ تدخّل محورِ الممانعة الذي يمنعها من أخذ موقعِها الطبيعي في الحكومة في المرحلة المقبلة. فكيف سيردُّ الرئيس نواف سلام على الإتهام؟ وبالنتيجة هل يوافقُ على مطلب القوات بتسلّم وزارةِ الخارجية كما وافقَ على إعطاء الماليّة للثنائي، أم أنّ ما يسري على الثنائي لا يسري على القوات؟ إقليمياً، زيارتان مهمّتان تأسيسيّتان. فالرئيسُ السوريُّ الجديد أحمد الشرع قام بزيارة إلى المملكة العربيّة السعوديّة، هي الأولى له بعد تسلّمه قيادةَ سوريا، ما يؤشّر إلى الأهمية التي يوليها الشرع لعلاقة دمشق بالرياض. أما الزيارةُ الثانية فهي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إلى الولايات المتحدة، وسيتمّ التطرّقُ فيها إلى الوضع في لبنان وفي المنطقة ككل