IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”NBN” المسائية ليوم الأحد في 17/03/2019

بين بعلبك اللبنانية و”سلفيت” الفلسطينية، الحديث والحدث اليوم، فكيف إذا كان ثمة رابط بين الإثنتين من 17 آذار 1974 إلى 17 آذار 2019… إنه المقاومة.

في مدينة الشمس، لم تغب شمس إمام أقسم، ولم يخفت هدير قسم أمم حقوق الناس، فكانت حركة اللبناني نحو الأفضل، معول فلاح، أنين أم، وقلق مثقف وطالب، وحامل أمانة، فما ضاع حق وراءه وأمامه وفي كل جهاته نبيه يطالب.

هم قسم لكل زمان، بكرامة مواطن وشرف إنسان، عصي على الدهر، لا تنتهي صلاحيته طالما أن هناك منطقة محرومة أو حتى محروم واحد عند حدود الدولة والمجتمع.

في ذلك اليوم المضيء، قبل خمسة وأربعين عاما كان الوعد والموعد: إمام الوطن السيد موسى الصدر يخترق تلك الأمواج البشرية بالآلاف على نية القسم. هم يحملون الأحلام الفتية، وهو يمتشق كلمة السر في برنامج رفع الحرمان والقهر ونصرة المظلومين وشعار: إسرائيل شر مطلق والسلاح زينة الرجال.

من بعلبك أطلق الإمام نداءه الشهير: “هبوا للتدريب فالعدو طامع بأرضنا”، فكانت المعسكرات وكانت “أفواج المقاومة اللبنانية- أمل” وما بدلت تبديلا.

مفاعيل نداء الإمام الصدر قبل خمسة وأربعين عاما، تخطت حدود لبنان، وعلى هدي هذا النداء تأتي مقارعة العدو الصهيوني على أرض فلسطين. هناك سطر الشباب المقاوم اليوم بالذات ملحمة بطولة أخرى أصابت العدو في الصميم. شاب فلسطيني يفتك بمجموعة من الجنود والمستوطنين الصهاينة قرب “سلفيت” بالضفة الغربية، يطعن بعضهم، ويستولي على سلاح أحدهم ويستخدمه ضدهم، والحصيلة ثلاثة قتلى صهاينة وعدد من الجرحى بعضهم في حال ميؤوس منها.

العملية الفلسطينية الجريئة أفقدت العدو صوابه وأصابته بالإرباك، واستدعت دعوة إلى اجتماع إسرائيلي طارىء للمجلس الوزاري السياسي والأمني المصغر.

في لبنان، رصد للاجتماع العادي الذي يفترض أن يعقده مجلس الوزراء الخميس المقبل، لقياس درجات حرارة التضامن الحكومي، واستشعار الاتجاهات السياسية في ضوء موجة السجالات الجديدة على خط التيارين الأزرق والبرتقالي.

هذه السجالات تواصلت في الساعات الأخيرة بين الطرفين، في حرب مقدمات عكستها المحطتان الناطقتان باسميهما. فهل سيتصاعد هذا الاشتباك أم يتم تداركه عبر اتصالات ووساطات لتأمين انعقاد آمن لمجلس الوزراء من جهة، واستقبال طبيعي لوزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الذي يزور لبنان في إطار جولة تمتد من التاسع عشر حتى الثالث والعشرين من الشهر الحالي.