IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أن بي أن” المسائية ليوم الأحد في 17/11/2019

شهر بالتمام والكمال انقضى من عمر حراك غير مسبوق، ولد من رحم وجع صادق، وحصد التفافا واسعا حول شعاراته المطلبية. لكن هذا الحراك سرعان ما أصيب بداء الإنحراف عن هذه الشعارات المحقة، واستسلم أمام محاولات التسلل الذي عاث فيه استثمارا سياسيا، تجلى بأبشع صوره في أمثلة قطع الطرقات وشل المؤسسات التربوية والاقتصادية في ذروة معاناة الناس.

وفي هذا المجال، أكد قائد الجيش العماد جوزاف عون، أن اقفال الطرق أمر غير مسموح به وأن حرية التنقل مقدسة، مشيرا إلى أن الجيش مسؤول عن أمن المتظاهرين وباقي المواطنين.

على مستوى المعاناة الحكومية، شكل انسحاب الوزير السابق محمد الصفدي من السباق إلى رئاسة الحكومة، الحدث الأبرز خلال الساعات الأخيرة، رغم كونه غير مفاجىء باعتبار أن مقدمات هذا القرار كانت قد ظهرت بعد تنصل رؤساء الحكومات السابقين من دعمه، وعودتهم إلى ترشيح الرئيس سعد الحريري لتشكيل الحكومة العتيدة.

فهل تنجح إعادة تعويم خيار التوافق على تكليف رئيس حكومة تصريف الأعمال؟، وعلى أساس أي شروط؟.

ربما كان من المبكر العثور على إجابات في هذا الشأن. وبالانتظار أطل الرئيس الحريري اليوم على متن بيان مطول لمكتبه الاعلامي، رفض فيه تحميل “التيار الوطني الحر” له مسؤولية انسحاب الصفدي، وقال إنه لا يناور ولا يبحث عن حصر إمكانية تشكيل الحكومة بشخصه. ووصف الحريري سياسة المناورة والتسريبات ومحاولة تسجيل النقاط التي ينتهجها “التيار الحر”، بأنها سياسة غير مسؤولة مقارنة بالأزمة الوطنية الكبرى التي يجتازها لبنان.

وردا على بيان الحريري، الذي تضمن تفاصيل المفاوضات بينه وبين الصفدي، كشف الأخير أن رئيس الحكومة المستقيل لم يلتزم بالوعود التي قطعها له لأسباب ما زال يجهلها، الأمر الذي دفعه لإعلان إنسحابه.

بدوره “التيار الوطني الحر”، المستند إلى شهادة الصفدي، فلم يخل رده على الحريري من رسائل سياسية، على غرار أن سياسة رئيس الحكومة المستقيل لا تقوم فقط على مبدأ انا أو لا أحد على رأس الحكومة، بل زاد عليها أنا ولا أحد غيري في الحكومة، معتبرا أن الحريري افتعل خصاما سياسيا معه وفق قاعدة “ضربني وبكى… سبقني واشتكى”.