IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”NBN” المسائية ليوم الأحد في 24/01/2021

من دون أي هدنة، يتابع كورونا معركته الوحشية. إنه بلا قلب ولا رحمة، لا يحيد أحدا، لا الكبير ولا الصغير. وما يزيد طينته بلة، أنه ولاد سلالات جديدة، ربما تكون فيروساتها أشد فتكا من السلالة الأم.

وحين تكون الغزوة الكورونية على هذه الدرجة من الخطورة، لا يبقى من سبيل للدفاع سوى ثالوث: الكمامة، التباعد والتعقيم.

أمل آخر للحد من توسع الوباء، ربما يطل من باب اللقاحات المرتقب وصول طلائعها مطلع شباط المقبل. وثمة أمل آخر معلق على نتائج الإقفال العام، لعلها تأتي إيجابية، فتقلص أعداد الوفيات والإصابات، رغم حالات التفلت التي تشوب التعبئة العامة.

في السياسة أيضا، حالات تفلت من موجبات تأليف حكومة، تبدو البلاد حاليا في أمس الحاجة إليها، لكن المؤلفين في واد، والناس في واد آخر، الأزمات تتفشى لتصبح جائحة على كل المستويات، وبعض من يفترض أنهم مسؤولون عن ولادة الحكومة، يتصرفون وكأن الدنيا ربيع والجو بديع.

لا أيها السادة، التأخر في التأليف يرقى إلى مستوى جريمة بحق الوطن والمواطن ولا سيما في هذه الظروف القاسية صحيا ووبائيا واقتصاديا وماليا ومعيشيا، فإلى متى سيستمر ركوب موجة الاستهتار والاستلشاق بالناس وأرواحهم ومصالحهم؟.

انطلاقا من هذا الواقع، جاءت عظة البطريرك بشارة الراعي، لتنضح بنبرة تأنيبية وتوبيخية، على شكل أسئلة موجهة إلى المعنيين، من قبيل: لماذا لا تؤلفون حكومة، والشعب يصرخ من الوجع، ويجوع من الفقر، ويموت من المرض؟ لماذا لا تؤلفون حكومة، والبلاد دخلت مدار الانهيار النهائي؟، ألا تخافون الله والناس ومحكمة الضمير والتاريخ؟.

يا غبطة البطريرك، على من تقرأ مزاميرك، لا حياء لمن تنادي.