IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”NBN” المسائية ليوم السبت في 2021/02/06

إذا كان للوطن هوية، فهو إكتسبها من قلم نفوس السادس من شباط.

لو كانت الوطنية لغة فإن أبجديتها وحركتها، تكرست من الألف في “أمل”، إلى كل اللاءات المرفوعة في وجه حروف العلة الفئوية والتسلط والإستتباع والتقسيم.

إن بات لبنان لا حكم عليه إسرائيليا ولا إتفاقات إذعان، فإن الطابع العربي الخالي من أي تطبيع دمغته حركة “أمل” والقوى الوطنية عبر هذه الإنتفاضة، التي فرضت معادلة جديدة لصياغة إرادة وطنية لبنانية، تسعى لإنهاء الحرب والتقسيم ولتحقيق الوفاق الذي يكرس الوحدة الوطنية والمقاومة، ويحسم الخيار العروبي لمرة واحدة.

هكذا أخذ الرئيس نبيه بري بيد لبنان، وعبر به من العصر الإسرائيلي الخانع، إلى العصر العربي المقاوم، مع تأشيرة لا عودة إلا بالتحرير المنجز.

فتحت الإنتفاضة ببصمات نبيه بري الطريق أمام إتفاق الطائف، وعبدت دروب المقاومة حتى إندحار آخر جندي صهيوني، وأسدلت الستار على كل كومبارس صامت في حقبة، بات حتى التفكير بإعادة عقارب الساعة إليها أضغاث أحلام، بعد تكريس معادلة قوة لبنان في مقاومته… ولا مكان فيها للضعف والضعفاء، ولا لإتفاقات شبيهة بالسابع عشر من أيار.

لمن ما زال لا يفقه القراءة، سينصف التاريخ الحديث رجلا اسمه نبيه بري…أراد لبنان وطنا نهائيا لجميع أبنائه… فكان له ما أراد قولا وفعلا، ومقدمة الدستور تشهد، ولا عزاء لمن لا يقرأ في كتب الكبار، من صناع هذا التاريخ.

ولمناسبة ذكرى 6 شباط، ترقبوا الفيلم الوثائقي (لحد التطبيع) الذي تعرضه الـNBN عند الثامنة والنصف من مساء اليوم.

كورونيا، العداد ما زال مقلقا ومؤشره سلبيا، إذ سجلت آخر حصيلة يومية حوالى مئة وفاة. في هذه الاثناء، يواجه لبنان إمتحان إعادة الفتح التدريجي للبلد على أربع مراحل، بدءا من بعد غد الإثنين. القرار ذات الصلة لن يكون بحاجة لانعقاد المجلس الأعلى للدفاع، إذ سيتم الإكتفاء بما تم التوافق عليه في اللجنة الوزارية، وصدر اليوم عن رئاسة الوزراء على شكل تحديث لإستراتيجية مواجهة الوباء.

على مسار إستراتيجية مواجهة الفراغ الحكومي، كلام حذر عن تنشيط الإتصالات الداخلية خلال الأيام القليلة المقبلة، بدفع فرنسي – أميركي. ومن رحم هذا الدفع زيارة مرتقبة يقوم بها مبعوث رئاسي فرنسي خاص إلى بيروت قريبا.

إلا أن دعما من الخارج “لا يعني أننا غير مسؤولين فالعائق يبقى داخليا، والكرة في ملعبنا والقصة عند عندياتنا ونص، على ما قال الرئيس بري الذي أشار إلى أن الموقف الفرنسي الأميركي جيد.

وفي هذا الشأن يبدو أن موقف واشنطن يتلاقى مع موقف باريس، في التأكيد على المبادرة الفرنسية بقوة، والضغط على الأطراف التي تعرقل ولادة الحكومة، في سعي للوصول إلى إبصارها النور بسرعة.

مصداقا لهذا الواقع، حاول “التيار الوطني الحر” اليوم مجددا، رمي الكرة في ملعب الرئيس المكلف، إذ دعاه إلى مراجعة الأسس التي ينطلق منها في عملية التشكيل، وطالبه بأحترام دور رئيس الجمهورية.التيار البرتقالي رأى من جهة أخرى، أن تفاهمه مع “حزب الله” لم ينجح في بناء مشروع الدولة، وأن تطويره هو شرط لبقاء جدواه.