كان هذا اليوم قاسياً بالنسبة لكيان الاحتلال الاسرائيلي اذ تلقّى دفعة على الحساب من قصاص المقاومة على إمعانه في العدوان على اللبنانيين. ورغم الأحزمة النارية الناجمة عن الغارات الجوية المعادية على مناطق في عمق الجنوب سددت المقاومة عشرات الصواريخ على أهداف عسكرية وأمنية واقتصادية استراتيجية قرب حيفا قطع بعضها مسافة تصل الى ستة واربعين كيلو متراً من الحدود اللبنانية. ومن بين هذه الأهداف مواقع تُقصف للمرة الأولى منذ بدء طوفان الأقصى قبل أقل من عام بقليل.
وللمرة الأولى استُخدمت صواريخ ثقيلة في رشقة وصلت الى ما بعد حيفا ما رأى فيه مراقبون رسالة واضحة من المقاومة على ان بنيتها العسكرية قوية وصلبة ولا فراغ في أيّ من مواقعهارغم قساوة الاعتداءات الاسرائيلية الأخيرة. وقد توقفت دوائر عسكرية وامنية واعلامية اسرائيلية عند ما وصفته بالعمق غير المعتاد الذي بلغته الصواريخ قائلة إن المقاومة استهدفت مواقع عسكرية وليست مدنية وإنها لا تريد كسر القواعد.
ورغم طوق التكتم الذي تفرضه سلطات الاحتلال على ما حصدته الضربات أظهرت المعلومات والمشاهد التي نشرتها وسائل الاعلام العبرية الكثير من الأضرار والإصابات وانقطاع التيار الكهربائي في بعض المناطق كما تسببت هذه الضربات بإقفال المدارس في الشمال الفلسطيني المحتل.
وكان العدو قد أعلن حالة طوارئ من حيفا حتى الحدود اللبنانية وأدرج التدابير المتخذة في اطار مخططات الذهاب نحو توسيع قواعد الحرب. وتحت سقف هذه المخططات اطلق بنيامين نتنياهو صلية جديدة من التهديدات اذ قال: اذا لم يفهم حزب الله الرسالة التي وجهناها اليه عبر سلسلة ضربات فأنا أعد بأنه سيفهمها. وقد أطلق هذا التهديد فيما أرجأ سفره للمرة الثانية الى نيويورك لحضور أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وفي نيويورك تنخرط الدبلوماسية اللبنانية في تحرك جديد في الجمعية العامة اذ سيتمثل لبنان بوزير خارجيته عبد الله بوحبيب بعد قرار رئيس الحكومة نجيب ميقاتي العدول عن السفر في ضوء التطورات المرتبطة بالعدوان الاسرائيلي.
وفي ما يرتبط بالعدوان على منطقة الجاموس بالضاحية الجنوبية فإن عمليات البحث ورفع الأنقاض تواصلت لليوم الثالث وقد تم انتشال خمسة جثامين أخرى ما رفع حصيلة الشهداء الىواحد وخمسين فيما بات عدد المفقودين عشرة.
هذا وشيعت المقاومة الإسلامية في الضاحية الجنوبية الشهيدين ابراهيم عقيل ومحمود حمد اللذين ارتقيا في هذا العدوان.