مجددًا… إلى الجنوب.. بل إلى جنوب الجنوب در… حاملين الأعلام اللبنانية ورايات المقاومة وعلى لحن الأهازيج الوطنية يـَمـَّموا وجوهم باكرًا شطر القرى الواقعة في قلب معركة استعادة الأرض. مع صياح الديك اندفعت الجموع زاحفة نحو القرى التي ما يزال بينها ما هي في أسر العدو الإسرائيلي فدخلوا بعضها وبلغوا مشارف أخرى يلقون التحايا على الحقول وأشجار الزيتون وعبق التراب الذي لم يقو عليه الدمار العظيم.
هكذا لم يفلح تهديد ووعيد جيش الاحتلال في وقف الزحف جنوبـًا ولم تـُحـُلْ اعتداءاته بالرصاص حينـًا وبقنابل الصوت التي القتها مسيـّراته حينـًا آخر دون التوجه إلى يارون وعيترون وميس الجبل وحولا وكفركلا والعشرات من أخواتها. بعضها سبقهم إليها الجيش اللبناني كما عيترون وبعضها الآخر ينتظر – كما كفركلا – لكن العودة دائمـًا في تناغم وتنسيق مع مؤسستهم الوطنية. هكذا كانت مسيرة (أحد العودة 2) التي دعي إلى المشاركة فيها جميع فئات المجتمع والمناطق فلبـّى الكثيرون النداء لمواجهة الاحتلال بأجسادهم العارية.
وفي اطلالة للامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم حدد فيها موعد تشييع السيد الشهيد حسن نصرالله والسيد هاشم صفي الدين يوم الاحد في الثالث والعشرين من شباط الحالي. وامام التطورات الحاصلة في الجنوب أكد الشيخ قاسم أن الراية ستبقى مرفوعة لانها مبنية على الحق وشدد على أن المقاومة مسار وخيار وهي تتصرف بحسب تقديراتها.
وبأجسادٍ نخرها التعذيب خرج معتقلون فلسطينيون من غياهب سجون العدو ولكن بروح من الصمود والعنفوان عكستها تصريحاتهم. بعضهم عاد إلى الضفة وبعضهم إلى غزة حيث بلغ الألم أشدّه لدى من وصل ليجد جميع أفراد أسرته قد باتوا شهداء في العدوان الإسرائيلي الذي يلجمه الآن اتفاق لوقف اطلاق النار. هذا الاتفاق بكل ما سبقه وأعقبه يحط على طاولة البحث التي تجمع الرئيس الأميركي دونالد ترامب الثلاثاء مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتيناهو الذي غادر اليوم إلى واشنطن.
وقد قرر نتنياهو عدم إرسال فريق التفاوض إلى قطر لبحث المرحلة الثانية من صفقة التبادل قبل اجتماعه مع ترامب.
وعشية الاجتماع المرتقب كـُشف النقاب عن بناء سلطات الاحتلال مواقع استيطانية وقواعد في المنطقة المنزوعة السلاح في جنوب سوريا. سوريا غادرها اليوم الرئيس الانتقالي أحمد الشرع قاصدًا السعودية في أول تحرك خارجي له منذ توليه السلطة في بلاده.