IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الاربعاء في 18/09/2019

بحطام طائرات مسيرة وجزيئات صواريخ كروز معدلة إلى “يا علي” إيرانية الصنع، قدمت السعودية روايتها في الاعتداء على آرامكو فنفت فرضية انطلاق الطائرات من اليمن نظرا الى العوامل الجغرافية، معززة اتهام إيران لكنها تركت نقطة الانطلاق مفتوحة على كل حدود،وفي مؤتمر صحافي تضمن بيانات وصورا للأقمار الصناعية أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع السعودية العقيد الركن تركي المالكي أن الطائرات المسيرة إيرانية من طراز دلتا وينج وصواريخ الكروز، انطلقت من شمال السعودية جغرافيا يعني العراق والأردن في حين تقع إيران الى الشرق خلف الخليج ولا حدود مشتركة بينها وبين المملكة.

كذلك فإن عبارة “شمال” في وسعها أن تكون مطاطة وربما تشير أيضا الى شمالي السعودية نفسها حيث يمكن أن تتسلل بعض المجموعات عبر الحدود الصحرواية الطويلة بين العراق والسعودية، لكن ذلك لا يغير في توجيه الرياض الاتهام الى طهران بأنها تقف خلف الهجوم ب-“الرعاية” وبدعم “الوكلاء”، وعلى أعقاب المؤتمر السعودي رد الحوثيون عبر الرجل السريع واعلنو عن طائرات مسيرة جديدة استخدمت في هجمات أرامكو انطلقت من ثلاثة مواقع في اليمن وهذه الطائرات “تعمل بمحركات نفاثة وعادية” يمكنها الوصول لأهداف في عمق السعودية، وطاولت التهديدات دولة الامارات ومدنها التي وصفت حوثيا بالزجاجية وعلى جهة الاتهام سخرت ايران من الأدلة الموضوعة في التصرف السعودي وقال مستشار الرئيس حسن روحاني لرويترز: لقد أثبتت السعودية أنها لا تعرف شيئا بعد ما عرضته من أدلة.

وأسرع من أي هجوم وصل وزير الخارجية الاميركية مايك بومبيو إلى السعودية للاسثتمار الفوري في آرامكو والمساهمة في عملية بيع أسهم أميركية مصنعة للحماية لقاء البدل المالي ووضع بومبيو فور وصوله أول عملة اتهام في التداول عندما باع السعوديين موقفا “بأرضه” يؤكد فيه أن الهجوم لم يكن من تنفيذ الحوثيين بل كان هجوما إيرانيا مستنتجا، هذه الفرضية من الطائرة التي أقلته من واشنطن الى جدة مستعينا من الجو بأقماره الصناعية السياسية الخاصة العاملة على الطاقة الشمسية، باع بومبيو المملكة مواد علمية ستحفزها على شراء الأسلحة الأميركية للحماية أو ما يعرف أميركيا بالابتزاز المسبوق بتسعير الموقف بالجملة ومن دون تفصيل، لكن الولايات المتحدة لن تبوح بما تعرف لان في المعرفة خسارة لا تعوض .

وهذه الفرصة سانحة اليوم لعودة سياسية ترامب الحلاب بالإذن من العائلة الشمالية الحلوة الموقرة وما بحوزة اميركا من معلومات أن الطائرات المسيرة لا يمكنها أن تنطلق تقنيا لا من اليمن ولا من إيران وبشكل أقل من العراق لكونها تحمل تفجيرات غير مجهزة للطيران مسافة بعيدة، وأقرب مسافة من اليمن أو إيران أو العراق تتراوح بين ألف وثلاث مئة كيلومتر ولذلك فإن مضبطة الاتهام السعودية لم تحدد اليوم نقطة الانطلاق وتجنبتها مقتصرة الجهة بعبارة الشمال والشمال هنا ليس صفرا بل مساحات تتسع لأي احتمال وبينها الداخل السعودي