IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “الجديد” المسائية ليوم الأحد في 2021/02/28

تسببت هزة بكركي بارتدادات، نقلت الحدث من التأليف الحكومي إلى تشكيلات سياسية على خطين. وفي عظة الأحد كرر البطريرك الراعي إفادته، وأضفى عليها عامل الجمهور الذي قدر حشوده بخمسة عشر ألفا، جاؤوا لدعم موقف البطريركية المطالبة بدعم المجتمع الدولي لإعلان حياد لبنان، لكي يتمكن من القيام برسالته كوطن لحوار الثقافات والأديان.

وحوار الثقافات هذا، تجلى ببهاء ونقاء في منصات التراشق الاجتماعي والتي أقامت الحضارات من عزها، وفي الرد من صرح إلى صرح، كان المفتي الجعفري الممتاز أحمد قبلان يرى أن “الحياد في زمن الاحتلال الإسرائيلي وداعش ليس وطنيا، بل أنه ما زال خيانة” فيما توجه الشيخ صادق النابلسي إلى البطريرك الراعي بالقول: “لا يا سيد بكركي، لا تكرر أخطاء من سبقك”.

أما الرد الأقرب إلى الرسمي من جانب “حزب الله”، بعد حملة تنظيف الشواطئ، فقد أسند إلى النائب حسن فضل الله، الذي قرأ خطاب الراعي وفند الملاحظات السياسية عليه.. لكنه توقف أمام مظاهر الشتم، وسأل: “يناسب بكركي والبطريرك ما جرى أمامه من تعرض لرئيس الجمهورية الذي هو رئيس البلاد.. وبحسب العرف يمثل المسيحيين في السلطة، وكذلك إطلاق الشتائم ضد فئة واسعة من اللبنانيين تمثلهم المقاومة.. وهذا لا يختص فقط بجمهور “حزب الله”، كنا نتوقع تصرفا مختلفا بشأن ما حصل أمام البطريرك، ولم نر أي رد فعل، وهذه الهتافات لم تتبرأ منها القوات اللبنانية، لكنها قالت إنها لم تكن بإيعاز منها.

وقال النائب فادي سعد “للجديد”: “إنها ليست المرة الأولى التي نشارك في تظاهرات، لكن الهدف واضح، فكلام البطريرك كان بمثابة نداء لا سيما بشأن السلاح.. فلا سلاح للحزب ولا لغيره، وكلام الراعي لاقته مبايعة سياسية من جانب فريق يتعدى القوات إلى الكتائب فالمستقلين”..

وبرزت دعوات لوضع آلية للتحرك صوب المجتمع الدولي، لكن المجتمع المحلي.. على هبوطه واستقرار طريقه غير المتعرج باتجاه جهنم المفروشة بكورونا.. وقطع طرقات بسبب أزمة الكهرباء، والاستعداد اعتبارا من الغد لاستقبال دفعات جديدة من الوباء، مع بدء افتتاح المتاجر والمراكز التجارية. وهذا ما كون صورة سوداء لدى فراس الأبيض.. إذ قال مدير مستشفى الحريري: “إن وضع الكورونا في لبنان ليس إلى تحسن تدريجي، ونحن نخدع أنفسنا على أقل تقدير، إذا لم نعترف بهذا الواقع”.

وخداع النفس ينسحب على التأليف الحكومي المستمر في تسجيل الإصابات.. وينذر بارتفاع الوفيات، أو على الأقل بموت سريري لحكومة لم يصلها في شهر تكليفها الخامس أي لقاح، فعداد اللقاءات توقف عند الإجتماع السادس عشر.. وطرفا بعبدا وبيت الوسط وحدهما يطبقان الدعوة إلى “الحياد”.. وكل في اتجاه.