IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “الجديد”

شيعت اسرائيل هيبتها العسكرية بعد اسقاط ال”أف 16″ بنيران سورية، وجمعت تل أبيب “كسر” طائرتها، لتشيد من حوله مصنع معنويات ينتج تصريحات مضادة للخيبة، ومن هذا المصنع صدر نتنياهو مواقف خلال اجتماع حكومته اليوم، فأبلغ وزراءه وحزب الليكود معا: اننا وضعنا خطوطا حمراء واضحة، عملنا وسنعمل بموجبها دائما.

لكن هذه الخطوط هي في حقيقتها صفراء، ومن وضعها محور بات يسيج العدو من جنوبين اثنين: لبناني وسوري، “وحي على جنود الجنوب”، هذا الشريط الضابط للايقاع من شأنه ان يخفف منسوب تهديدات اسرائيل وان ادعت العكس، ف”حزب الله” وايران انما يتواجدان في أراض سورية، وإذا كان هناك من اعتراض على هذا الوجود، فحكما سيعود إلى الدولة السورية وحدها، وليس اسرائيل التي لن يعنيها من الجنوب السوري سوى دعمها للارهابيين هناك، والذين يتنشقون هواءها الصناعي، ويتغذون من سلاحها، ويتعالجون في مستشفياتها.

لكن اسرائيل تشبه أميركا في ساعات التخلي، وقد تبيع الارهابيين عند أولى المفارق الدولية. وتلك موهبة ورثتها من أميركا التي تركت الأكراد عند أول طريق الدولة، وهي بعد اسقاط ال”أف 16″ سوف تعيد النظر في وجودها شمال سوريا، وتبيع الأكراد وقضيتهم التاريخية. وهو نهج أميركي يضرب عميقا في التاريخ، ولعل أحد أبرز تجلياته كانت عام 1983، عندما أمر الرئيس الأسبق رونالد ريغان بانسحاب قوات المارينز من بيروت من دون التنسيق مع الفرنسيين، قائلا: لم يتسن لنا التشاور مع حلفائنا، وحينها ترك الحلفاء مرميين على أرض محروقة.

واليوم وبعد الضربة التي تلقتها الطائرة الأميركية الصنع الاسرائيلية التسيير، فإن البنتاغون نأى بنفسه عن الشراكة مع الاسرائيليين في ضرب سوريا، ونفى أي علاقة أو دور له في هذا المجال، ويتفهم الأميركيون ان الرسالة قد وصلتهم من الروس على قاعدة سامي الجميل: “طيارة الك طيارة الي”، أسقطنا ال”سوخوي” في ادلب فأسقط الروس ال”أف 16″ الأميركية في الأرض المحتلة، وبدفاعات سورية وبيئة حاضنة بحرارة صاروخية من “حزب الله”.

وتحت هذا السقف، فإن التصعيد مستبعد، واسرائيل احتوت الصفعة الجوية، وقررت تحويلها إلى ضبط نفس، وهي اتبعت ارشادات وزير التعليم الاسرائيلي نفتالي بنت، الذي حذر من ان أي معركة مقبلة مع لبنان، ستشهد اطلاق أعداد كبيرة من الصواريخ على شمال إسرائيل ووسطها. فوزير التعليم يعلم الاسرائيليين درسا في الصواريخ ونتائجها التي ستعلم على جلد المستوطنين. لاسيما وان المقاومة اليوم تستعيد روح المقاومة وعماد صلياتها، في الذكرى العاشرة لإستشهاده.