IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “otv” المسائية ليوم الاربعاء في 23/02/2022

ثلاث صدف قد تكون غير بريئة في يوم واحد:

الصدفة الأولى، أن يعلن وزير الداخلية عن كشف شبكة إرهابية كانت تخطط لتنفيذ ثلاث عمليات إرهابية في الضاحية، وأن يشكر قوى الأمن الداخلي ومديرها العام، في الوقت الذي يتساءل فيه اللبنانيون عن مصير الدعوى التي تقدمت بها القاضية غادة عون في حق اللواء عماد عثمان، على خلفية قضية إحضار حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الأسبوع الفائت.

الصدفة الثانية، انعقاد مجلس الوزراء في السراي الحكومي من دون طرح ملف الكهرباء، لأسباب خلافية لم تعد خافية على أحد، تزامنا مع إحالة الموازنة على المجلس النيابي، علما أن اللبنانيين كانوا يتوقعون إحالة ملف الكهرباء كاملا من ضمن مشروع قانون خاص ليدرس الى جانب الموازنة، نظرا إلى ارتباطه الوثيق بها.

أما الصدفة الثالثة، فأن يغرد الأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري كاتبا “موقفك وحده يمثلني”، ومرفقا تغريدته بصورة لسعد الحريري، بعيد المؤتمر الصحافي الذي عقده فؤاد السنيورة، راسما خلاله خارطة طريق سياسية للمرحلة المقبلة، قرأ فيها كثيرون محاولة التفافية على توجهات رئيس تيار المستقبل.

لكن، قبل الدخول في العناوين المطروحة، والصدف البريئة وغير البريئة، ولأننا على مسافة ثلاثة أشهر تقريبا من الانتخابات النيابية المزمع إجراؤها في 15 أيار المقبل، الموعد الذي يمارس فيه الشعب حقه الدستوري بأن يكون مصدر كل السلطات، “تذكروا يا لبنانيات ويا لبنانيين، إنو لأ، مش كلن يعني كلن، بغض النظر عن الحملات والدعايات والشتائم والتنمر وتحريف الحقيقة والكذب المركز والمستمر بشكل مكثف من 17 تشرين الاول 2019.

تذكروا مثلا، كيف أفرزت انتخابات بال2005 و2009 و2018، قوى سياسية صارت ممثلة لطوائف ومذاهب، بإرادة الناخبين، وكيف صارت الكتل اللي انبثقت عن هالانتخابات أمر واقع لا بد من التعامل معو، وإلا تسبب الأمر بشرخ وطني وقطيعة بين اللبنانيين، حتى ولو كانت هالقوى الممثلة لطوائف ومذاهب بأصوات ناسها، عم تغطي الفساد، أو عالقليلة عم تتفرج عليه.

وما تنسوا ابدا، انو ما فيكن تلوموا التغييريين والاصلاحيين اذا اضطروا للتعاون مع كتل بتمثل طوائف ومذاهب، لأنكن إنتو، أو جزء كبير منكن، منح هالكتل شرعية سياسية، وحولها لأمر واقع مش ممكن التنكر إلو. وإذا كانت ارادتكن فعلا بإنو تحققو التحول الفعلي بالمشهد السياسي، فالتجديد لازم يكون شامل لكل الطوائف والمذاهب، وما بيقتصر على شريحة واحدة بس، أحسن ما ترجع ندور بنفس الدوامة، ونضطرنواءم بين محاربة الفساد، والتمثيل الشعبي للبعض.

ولما تفكروا بالانتخابات، حرروا عقلكن وقلبكن من كل المؤثرات والضغوطات، وخللو نظرتكن شاملة وموضوعية، وساعتها انتخبوا مين ما بدكن، بكل حرية ومسؤولية”.