IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”otv” المسائية ليوم الأحد في 2022/04/10

ليس صحيحا أن المعركة المقبلة بلا عنوان. ومن الخطأ القول إن النتائج محسومة منذ الآن. إلا أن عنوان معركة 15 أيار، ليس بالتأكيد ما يحاولون أن يوهموا الناس به، كتحرير لبنان من الاحتلال الايراني، أو التخلص من المنطومة التي يختصرونها بتحالف التيار الوطني الحر وحزب الله. فلا هؤلاء تحريريون حريصون على السيادة، بدليل تاريخهم المطبوع بالتبعية والاستزلام، ولا هم إصلاحيون كي يسلم لهم اللبنانيون بحق تحديد المنظومة وتعيير القوى والشخصيات السياسية، ذلك أنهم قلب المنظومة وعقلها، من الحرب إلى الآن، مرورا بالطائف وعهد الوصاية، وما بعد 2005، حيث تكاد لا تخلو حكومة منذ عام 1984 من مشاركتهم أو مشاركة حلفائهم بها، ما يمنع عليهم أن يتنصلوا اليوم من تهمة الفساد، والأهم ما يحرمهم من حق تصنيف الآخرين بين فاسد وإصلاحي.

أما بالنسبة إلى النتائج، فهي طبعا ليست محسومة. فالمحسوم هو فقط أن الإلغاء سقط، وأن الجميع محكومون في النهاية بالتعاون تحت سقف الدستور والقانون والمصلحة العامة. إلا أن الأحجام السياسية والأدوار المستقبلية بعد 15 أيار، وفي مرحلة سيرسم فيها مستقبل لبنان لسنوات وعقود، تتوقف أولا على نسبة مشاركة اللبنانيين في الاقتراع، وثانيا على حسن اختيارهم للمرشحين، وثالثا والأهم على مناعتهم ضد حملات الاغتيال السياسي التي برزت بعد 17 تشرين الاول 2019، وحصانتهم في مواجهة المال السياسي الذي يتدفق إلى جهات، من لوحاتها الإعلانية باهظة الكلفة تعرفونها، ومن ماضيها الأسود تدركون أن معها لا حاضر ولا مستقبل.

فلا المعركة المقبلة إذا بلا عنوان، لأن عنوانها إسقاط المنظومة الحقيقية، أي تحالف الأطراف التي انقلبت على مشروع الدولة، فعرقلت بالنكد السياسي كل المشاريع، من الكهرباء إلى السدود، وعطلت كل الإصلاحات، من الموازنات وقطع الحسابات إلى السير بالملفات القضائية حتى النهاية، وعنوانها قبل كل شيء، إسقاط الساعين إلى إعادة عقارب الشراكة الوطنية والمناصفة بين المسيحيين والمسلمين إلى الوراء. ولا نتائج المعركة المقبلة محسومة كما يروجون، لأن عدد الأوراق في الصنادق وحده الكفيل بتحديد النتائج. ولأننا على مسافة 35 يوما من الانتخابات النيابية، نكرر: تذكروا يا لبنانيات ويا لبنانيين، إنو لأ، مش كلن يعني كلن، بغض النظر عن الحملات والدعايات والشتائم والتنمر وتحريف الحقيقة والكذب المركز والمستمر بشكل مكثف من 17 تشرين الاول 2019. ولما تفكروا بالانتخابات، حرروا عقلكن وقلبكن من كل المؤثرات والضغوطات، وخللو نظرتكن شاملة وموضوعية، وساعتها انتخبوا مين ما بدكن، بكل حرية ومسؤولية. واجهوا الكل، وأوعا تخافو من حدا، مين ما كان يكون.