IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”otv” المسائية ليوم الخميس في 16/03/2023

مثول رياض سلامة أمام القضاء.

خبر، كان يفترض أن يكون أقل من عادي، في بلد يعاني انهيارا غير مسبوق في تاريخ العالم.

أما في لبنان، فمجرد المثول هو الحدث، بعد خطوط حمر رسمها لنفسه على مدى سنوات، ورسمتها حوله مرجعيات سياسية وروحية ودولية منذ عقود، وصولا إلى منع استبداله في بداية عهد الرئيس العماد ميشال عون، الذي طرح الموضوع يومها في جلسة مجلس الوزراء من باب تحميل الأفرقاء مسؤولياتهم في العلن، ولما لم يسجلوا اعتراضهم، كان التجديد لحاكم مصرف لبنان، لينطلق سباق مزايدات بين قيادات، تتبارى اليوم في التهجم عليه، بعدما وصفته سابقا بأنجح حاكم بنك مركزي في العالم.

وعلى مدى سنوات، منذ الانهيار الكبير، تجاهل سلامة القضاء اللبناني، وتنافست ابواق سياسية واعلامية في تبرير ارتكاباته، والتهجم على اشرف القضاة، وفي الطليعة، القاضية غادة عون، مستكملين بذلك نغمة اتهام المعترضين على سياسة الحاكم في النقد والمال، بأنهم يعرضون سلامة العملة الوطنية للخطر، ويهددون الاقتصاد.

تجاهل سلامة قضاء بلده، وعجزت القوى الأمنية عن القيام بواجبها في احضاره او توقيفه، على وقع تمنع الافرقاء السياسيين عن البحث في اقالته في مجلس الوزراء، بدءا برئيس مجلس النواب، الذي ادلى يوما بعبارات شهيرة، فحواها أننا بحاجة الى كل الناس، لا الى الاستغناء عن الناس، وقبلها أن الدولار سيتجاوز العشرة آلاف، اذا أقيل. وها نحن اليوم قد تجاوزنا المئة الف لقاء الدولار الواحد، ولم يعترف أحد بالخطأ.

تجاهل سلامة قضاء بلده، وعطل التدقيق الجنائي، وحاولت جهات معروفة التخفيف من أهمية هذا المطلب التاريخي للرئيس عون، لكن حاكم لبنان، كما يلقبه جبران باسيل، أرغم في النهاية على التجاوب مع قضاة اوروبيين. اما العدالة، فلا هرب منها، مهما طال الزمن… والكلمة الفصل للقضاء، من دون اتهامات معلبة او تبرئة جاهزة، بل عدل وحق، فقط لا غير.

فكيف يمكن لمسؤول بهذا المستوى، الا يستقيل من تلقاء نفسه، فيما هو ملاحق في دول عدة ومنها لبنان؟ واذا افترضنا ان ملاحقته في لبنان مسيسة، فهل هي كذلك في اوروبا؟

اما رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، فليس معلوما هل اخبر البابا اليوم أن تغيير الضباط مستحيل في الحرب، حتى ولو تسببوا في الهزيمة، وهل اوضح له علاقته بالتحقيقات القضائية المستمرة في حقه في موناكو، كما اكد مدعي عام الامارة بنفسه قبل يومين؟

وليس واضحا، هل قال الحقيقة للحبر الاعظم عن سطوته على صلاحيات رئيس الدولة المسيحي الوحيد في الشرق، وعن ضربه للميثاق الوطني ورسالة العيش المشترك بين اللبنانيين، التي جدد رأس الكنيسة التنويه بها اليوم، وكيف نقل كلاما غير دقيق عن البطريرك الراعي في موضوع جلسات حكومة تصريف الاعمال، قبل ان تدحضه عظات البطريرك وبيانات مجلس المطارنة؟
وليس اكيدا، هل شرح ميقاتي للبابا فرنسيس، سبب امتناعه عن توقيع مراسيم استعادة الجنسية اللبنانية لمستحقيقها، فقط لأنهم مسيحيون…

على كل الاحوال، في كل ذلك، وسواه، المجهول معلوم. والاجوبة على الاسئلة يعرفها كل لبناني. اما البداية فمن التحقيق الحدث مع رياض سلامة.