IMLebanon

مقدمة تلفزيون “OTV” ليوم السبت 20 نيسان 2024

الى حفلة مزايدات شعبوية تقليدية، أحال سمير جعجع ملف النزوح السوري، خلال مؤتمر الاستلحاق الصحافي الذي عقده أمس لعرض تصوُّره المتأخر ثلاثة عشر عاماً لإعادة النازحين، حيث اختصر الموضوع برُمَّته بحملة سياسية على التيار الوطني الحر، ضمَّنها كلماتٍ غيرَ مقبولة وعباراتٍ غيرَ لائقة، وبمحاولة لم تمرّ على الرأي العام، لتزوير التاريخ، وللتخفيف من وطأة الرهانات الخاطئة، ولاسيما على الحرب السورية.

أما جريمة قتل باسكال سليمان، التي وحَّدت المسيحيين المتضامنين مع عائلة المغدور، بغضِّ النظر عن الموقف السياسي، ففوَّت رئيس القوات فرصةَ تحويلها مناسبة تحضُّ على نبذ الخلافات وتجاوزِ الاحقاد، وتدفع في اتجاهِ توحيدِ مواقف الافرقاء المسيحيين حول الاساسيات، ومنها وجوبُ عودة السوريين الموجودين على ارض لبنان بشكلٍ غيرِ شرعي الى بلادهم. ولكن، كم تبدو صغيرةً في الحجم والقيمة، المناكفاتُ السياسية التي لا يتقن غيرَها البعض، أمام المشهد الكبير.

والمشهد الكبير لبنانياً، عنوانه فراغٌ رئاسي وترهُّلٌ في المؤسسات السياسية والقضائية والادارية، وانهيارٌ مالي مستدام، على وقع نارٍ مستعرةٍ في الجنوب، وحربٍ في غزة، مفتوحةٍ على خطر تصعيدٍ اقليمي هو الاكبر منذ عقود. فهل تخرق المشهدَ القاتم ايجابيةٌ سياسيةٌ ما، سواء من حراك سفراء الخماسية، أم من التواصلِ غيرِ العلني بين عددٍ من القوى السياسية؟

البعضُ يعمل لذلك، فيما يصرُّ البعضُ الآخر على ربط الملفاتِ الداخلية، بتعقيداتِ الخارجِ القريبِ والبعيد. اما المزايدون، فلسانُ حالهم كذبٌ على الناس، وعنترياتٌ فارغة، وتاريخٌ طويل من الخيارات الفاشلة، التي يدفع ثمنَها المسيحيون واللبنانيون من حياتهم كل يوم.